قبل أن نوجه خطابنا الى بنكيران ، نبدأ أولا بأنصار حقوق الحيوان في أرض الأمريكان - ما دام صاحبنا ضيف بها - الذين يرون في إزهاق أرواح الأطفال وإنتهاك حقوق الانسان بغزة المدمرة عن بكرة أبيها أمرا مألوفا وعاديا لا يستوجب حتى السجب ، وفي المقابل من حق الحيوان كلبا كان أو قطا و خنزيرا ....أن يعيش حقوقه الكاملة و ترتدي أجمل الثياب المطرزة وتعلق على جيده قلائد الذهب والماس.. وأن يحتفل بعيد ميلاده بما تتعدى نفقاته حتى المليون دولار ، ومن حق هذا الحيوان ايضا ان يرث المليارات اذا اوصى له مربيه الراحل بإرث الثروة... وحتى لا يفهمنا البعض بالخطأ ، فنحن لا نسخرمن هذا الإهتمام والرعاية بالحيوان ما دام ديننا الإسلامي يحثنا على فعل ذلك لكن دون تفريط أو إفراط ،، ولعل في أنموذج المرأتان اللتان ذخلت إحدهما النار في تعذيبها لقطة ودخول الثانية الجنة بإنقاذها لكلب خير شاهد ودليل سمو ديننا ورقي تعاليمه السمحاء مع الشجر والحجروليس البشر والبقر فقط . بل دافعنا الى توجيه الخطاب إلى دعاة حقوق الحيوان هو هذا الذبح العلني للأطفال الفلسطينيين الذين لم يعد لهم سعرالا ذلك المعادل للعملتهم المحلية المتدنية في بلدهم بسب سياسة التفقيروالحاصروالدمار، فيمتص دم الثكالى والشيوخ حتى النخاع تجاوز فيه عامل التوحش والبربرية تفعل الذئاب بالارانب والدّجاج كمثال ما دمنا نتكلم عن قانون الغاب ! ولنعرج الآن الى صاحبنا بنكيران الذي قال ، في خطاب سعى عبره إلى استقطاب المستثمرين إلى المغرب : " عندما جئنا إلى الحكومة واجهتنا صعاب، واستطعنا تجاوزها حتى ارتفعت نسبة النمو ب2 في المائة، رفعنا من أسعار المحروقات لكن المواطنين تقبلوها بفضل الخطاب الصريح الذي واجهناهم به، يمكنكم ان تأثروا كسواح فلم يعد عندنا أسود عندنا فقط بعض حيوانات وأناس طيبين". إنتهى كلامه نقول له ما دمت لازلت في أمريكا فقم بزيارة ولو قصيرة إلى إحدى مصحاتها البيطرية لترى كيف هي حال الحيوان بالمقارنة مع نساء المغرب الواتي يلدن أمام أبواب السبيطارات بعد أن تغلق الأبواب في وجوههن. أو قم بالإطلاع على آخر احصائية نشرت مؤخرا لتعلم بان ما ينفق على ثياب الكلاب في الولاياتالمتحدة واحد واربعون مليار دولار سنويا ، ثم أطلب من النجباء في علم الحساب والإقتصاد من وزراء حكومتك ان يقسموا ويضربوا ويطرحوا كي يتوصلوا الى حجم هذا الإنفاق يوميا، ثم يقارنوا متوسط الدخل اليومي لدى المواطن المغربي في المغرب الغير النافع حيث لا شيء غير الريح والشيح وما يسمعونه منكم من كلام معسول وتفرويح . من حقك أن تسوق للمستثمر وداعة الحيونات المغربية وطيبوبة المغاربة ..ومن حقك أن نذبح الحيوان وتشوي لحمه للأكل . و من حقك نحول جلده الى احذية وحقائب للإرتداء والزينة ، لكن ليس من حقك أن تصنع من جلده طعارج وبنادر تمرر بها سياسة قولوا العام زين ومغرب النشاط و موازين !. هذا الاعتراف يجب ان يقترن باعتراف اخر اكثر تواضعا ، وهو الاعتراف بحق الانسان في ان يأكل دون ان يدفع كرامته كلها ثمنا للرغيف ، وان يأمن من خوف ويتعلم ويعالج. ألا يحثك ضميرك - إن بقي لك ضمير- أن تحترم المواطن المغربي ولو بنسبة لا تتجاوز الواحد بالالف من احترام كلب او قطة او فأر أمريكي لان هذه الحيوانات قد تشعر بالخجل لو قدر لها أن تزورعمق المغرب بدل واجهته ، فترى ما يحدث للناس الذين يكدحون كدحا دونما نتيجة . قد يموت بعضهم على الارصفة احيانا أخرى ككلابنا الضالة وليس كلاب أمريكا التي ووُفِرَ لها واحد واربعون مليار دولار بهدف الرعاية !