يشهد ميناءا الجزيرة الخضراء وطريفة (جنوبإقليم الأندلس) خلال نهاية الأسبوع الجاري، أول مرحلة للذروة في عملية عبور مضيق جبل طارق نحو شمال المغرب، منذ انطلاق عملية العبور من إسبانيا في 15 يونيو المنصرم. فبعد التراجع الملحوظ والظرفي الذي سجلته السلطات المينائية بخليج الجزيرة الخضراء في الأيام الماضية، أخذت التدفقات الهامة للمهاجرين المغاربة تتوافد منذ أمس الجمعة على البوابتين البحريتين الجنوبيتين لشبه الجزيرة الإيبيرية، مواصلة وتيرتها في اتجاه تصاعدي يومي السبت والأحد، وذلك قبل أن يدرك العيد آلاف المغاربة المقيمين بالديار الأوربية والحريصين أكثر على الاحتفال بهذه المناسبة الدينية بين الأهل والأحباب. وتفيد الأرقام الصادرة عن الجهات المشرفة على عملية عبور المضيق، بأن حوالي 20 ألف مهاجر مغربي سافروا أمس الجمعة من ميناءي الجزيرة الخضراء وطريفة على متن 50 رحلة في اتجاه موانئ شمال المملكة (سبتةالمحتلة وطنجة - المتوسط وطنجة - المدينة)، 10 ألف منهم سافروا من ميناء الجزيرة الخضراء. وقد أعدت السلطات الإسبانية العدة لمعالجة الأفواج الكبرى المتدفقة على الموانئ الأندلسية، باعتمادها مجموعة من التدابير اللوجيستية والبشرية القمينة بتدبير مرن وفعال لهذه العملية الموسمية، حيث تمت تعبئة أزيد من 7 آلاف عنصر من الحرس المدني والإدارة العامة للمرور وشرطة الحدود المكلفة بضمان السلامة في طرق وموانئ الإقليم، ووضعت المخططات اللازمة لمعالجة تدفقات المسافرين والعربات، خاصة في الأيام الحرجة لفترتي الذهاب (من 25 إلى 28 يوليوز) والإياب (1 إلى 5 غشت). وللسنة الثالثة على التوالي، حرصت ذات السلطات على دعم مراكز الشرطة المشتركة الإسبانية المغربية في كل من الجزيرة الخضراء وطنجة، بالنظر إلى الدور الهام الذي تقوم به في تبسيط إجراءات العبور وفحص وثائق الهوية، وجعلت جميع المنافذ تستفيد من نظام الرعاية الذي رصدت له ميزانية تقدر ب240 ألف أورو طبقا للاتفاق الموقع بين وزارة الداخلية والصليب الأحمر الإسباني. كما نقلت أطقما هامة من المصالح الطبية في الإقليم ووضعت رهن إشارة العابرين 60 مترجما ومساعدا اجتماعيا وأكثر من 300 متطوعا وتسع سيارات للإسعاف، موزعين على مختلف مناطق الطوارئ المعدة لتدبير عملية عبور المضيق لموسم 2014. أما العبارات المخصصة لنقل أفراد الجالية المغربية من الموانئ الأندلسية في اتجاه الموانئ المغربية، فيصل عددها إلى 26 عبارة تصل طاقتها الاستيعابية اليومية إلى 79 ألف راكب (زيادة بنسبة 7 في المائة مقارنة مع العام الماضي) و20 ألف سيارة، تم إعدادها وفقا لخطة الأسطول الملائمة لمواعيد الرحلات، التي سبق تدارسها بين الجانبين الإسباني والمغربي. ويحتضن ميناء الجزيرة الخضراء لوحده 14 عبارة لنقل أكثر من 51 ألف و800 راكب و14 ألف و500 سيارة، مقابل أربعة في ميناء طريفة (أكثر من 14.700 راكب و2.200 سيارة) وأربعة في ميناء ألمرية (7400 راكب و 1800سيارة) وثلاثة في موتريل بغرناطة (4400 راكب و1300 سيارة) وعبارة واحدة في مالقة (680 راكبا و 225 سيارة). ومن المستجدات الرئيسية في عملية عبور المضيق خلال الموسم الجاري، وضع نظام رقمي للاتصالات والطوارئ خاص بهذه العملية، يروم التنسيق بفعالية أكثر بين مختلف المتدخلين في تدبير ومعالجة مختلف مراحل العبور. كما يجري العمل بخطة تدريبية محددة للطوارئ والإجلاء وإيواء الناس في حالة احتمال إغلاق ميناء الجزيرة الخضراء، وهي الخطة التي تدرب عليها مديرو وموظفو العمليات العاملين في الموانئ. وكانت الأجهزة المشرفة على تدبير عملية عبور المضيق، قد توقعت أن يشهد الموسم الحالي زيادة تتراوح بين خمسة وسبعة في المائة في أعداد العابرين والعربات، أي عبور 2,5 مليون شخصا و500 ألف عربة، وبلورت لهذا الغرض خطة خاصة بالوقاية المدنية تهم مرحلتي المغادرة والعودة. ومن المنتظر أن تعالج الموانئ الأندلسية، وفق تصريحات لمندوبة الحكومة في إقليم الأندلس، كارمين كريسبو، عبور أكثر من 96 في المائة من الأشخاص و96 في المائة من العربات، تعود الحصة الكبرى فيها لميناءي الجزيرة الخضراء وطريفة الذين عالجا لوحدهما في العام الماضي ما يناهز 75 في المائة من عبور السيارات وأزيد من 70 في المائة من عبور الركاب.