على الرغم من الفوائد الكبيرة التي جناها الإنسان في عصرنا الحالي من التقنيات الحديثة، من خلال تسهيل التواصل بن الأصدقاء والأحبة بالصوت والصورة على مدار الساعة، إلا أن هذه التقنية ساهمت بشكل أو بآخر بإضعاف الروابط الاجتماعية، لانغماس الكثيرين فيها طوال الوقت. وتحولت التقنية الحديثة، وما توفرها من أجهزة هاتف ذكية وكمبيوتر محمول، إلى هاجس لدى الكثيرين الذين يمضون ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع إهمال واجباتهم الأسرية والاجتماعية. وتقدم صحيفة هافينغتون بوست الأمريكية مجموعة من الأفخاخ التقنية التي يقع فيها الكثيرون، وتؤثر على حياتهم وصحتهم وعلاقاتهم الاجتماعية والمهنية بشكل مباشر. التقاط الصور بشكل دائم يستخدم الكثيرون كاميراتهم الشخصية أو كاميرات الهواتف المحمولة لالتقاط الصور وتوثيق بعض الأحداث دون الاستمتاع بها في لحظتها، وأظهرت دراسة أجريت عام 2013 أن الأشخاص الذين التقطوا صوراً للوحات الفينة، كانوا أقل قدرة على تذكرها من أولائك الذين أمضوا بعض الوقت في تأملها. الانشغال بالهاتف في المطعم لم يعد الأصدقاء والأحبة قادرين على الاستمتاع بوجبة عشاء في المطعم أو المنزل دون التعرض لمقاطعات متكررة من الهواتف لأحاديثهم، بل إن البعض يمضون أغلب الوقت وهم يتفقدون آخر التحديثات على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الهواتف المحمولة. متابعة مواقع التواصل الاجتماعي أثناء العمل يتعرض الكثيرون للتشتيت أثناء ممارسة أعمالهم اليومية، فعلى سبيل المثال يؤدي البعض عملهم على الكمبيوتر وفي نفس الوقت يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي، ويسبب ذلك ضياع الكثير من الوقت دون فائدة. تفقد البريد الإلكتروني قبل النوم يقضي الكثيرون وقتاً طويلاً على مواقع التواصل الاجتماعي والدردشة عبر برامج الرسائل النصية قبل التوجه إلى النوم، وتشير الأبحاث إلى أن الأضواء المنبعثة من الهواتف تؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم، لذلك ينصح بالابتعاد عن الهواتف والأجهزة الإلكترونية قبل ساعة من التوجه إلى السرير. مشاهدة التلفزيون لوقت طويل بالإضافة إلى تأثير الضوء المنبعث من شاشة التلفزيون والذي يثبط عملية إفراز الميلاتونين، تزيد متابعة التلفزيون قبل النوم من إجهاد العينين والجسم، ويختلف هذا عن شعور الاسترخاء الطبيعي الذي يحتاجه الإنسان قبل النوم بالرغم من تشابه أعراضهما. متابعة الهاتف أثناء السير في الشارع كثيراً ما نشاهد أشخاص يصبون كامل تركيزهم أثاء السير في الشارع على الهاتف لمتابعة آخر الرسائل والتحديثات على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك الحال بالنسبة لسائقي السيارات، إلا أن ذلك يشكل خطراً على حياتهم من خلال احتمال تعرضهم لحوادث قاتلة.