قال الخبير المغربي في العلاقات الاسبانية المغربية محمد النوري إن زيارة العاهل الاسباني للمغرب بداية الأسبوع القادم هي "مبادرة مثلى تزكي وتقوي الطموحات المشتركة للبلدين، وتؤكد المكانة التي يحتلها كل بلد في السياسة الخارجية للبلد الآخر من منطلق استراتيجي". وأضاف النوري، رئيس جمعية القنطرة لتنمية العلاقات الاسبانية المغربية، أن الزيارة في حد ذاتها ليست "زيارة عادية" على اعتبار أن زيارات المسؤولين المغاربة لإسبانيا وزيارة المسؤولين الإسبان للمغرب لها بعد خاص دائما وتشكل "فرصة للرفع من منسوب الثقة بين البلدين"، باعتبار حرص الرباط ومدريد على تعزيز تقاربهما وتجديده باستمرار وإعطاء دينامية خاصة لكل أشكال التعاون والعلاقات الثنائية التي، وباستثناء بعض فترات الجمود، فإنها تعد مثالا يقتدى به في العلاقات الدولية وعلاقات حسن الجوار. وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن علاقات الصداقة بين المغرب واسبانيا، التي تمتد لقرون من الزمن، كانت دائما "علاقة استثنائية ومميزة وغنية واستراتيجية "، وهو "ما مكن من بلوغ أعلى مستويات التعاون والتفاهم في قضايا إقليمية ودولية مصيرية، وتقارب الخطاب السياسي بين الرباط ومدريد الذي ينبني على القيم الإنسانية المثلى وينبذ كل أشكال العنف والإقصاء والتمييز، وساهم في بناء أسس مستقبل مشترك تنمحي فيه كل العوائق والإشكالات التي غالبا ما تفرضها الظرفية الدولية، خاصة منها المالية والاقتصادية عموما. وأبرز في هذا السياق أنه، ومن منظور استراتيجي وواقعي واستنادا إلى حقائق اقتصادية وسياسية وإنسانية ملموسة، فقد وصل البلدان، بفضل بعد نظر قائدي البلدين وتقارب وجهات نظرهما، إلى "مرحلة من النضج تسمح لكلا البلدين باستشراف المستقبل بنظرة متفائلة وطموحة ومواجهة كل التحديات الموضوعية، في مجال الأمن الاقليمي والهجرة السرية والوضعية الهشة في منطقة الساحل والصحراء، التي قد تهدد استقرار وأمن دول شمال وجنوب حوض البحر الأبيض المتوسط على حد سواء. ورأى محمد النوري أن التقارب الوثيق بين البلدين، الذي تؤكده زيارة العاهل الاسباني للمغرب، فيه "منفعة كبيرة ليس فقط للمغرب ولإسبانيا بل وللمنطقة بأسرها، باعتبار الموقع الاستراتيجي للبلدين، وباعتبار حضورهما الوازن في الساحة الإقليمية والدولية، وتأثيرهما المباشر وغير المباشر على الأحداث، وكذا مساهمتهما البارزة في تحقيق الاستقرار وجنوحهما نحو السلام والسلم كثوابت لا بديل عنها". كما أن هذه الزيارة لها "بعد إنساني"، حسب ذات المصدر، باعتبار العلاقات الشخصية الوطيدة التي تجمع الأسرتين الملكيتين وتقارب نظرتهما في معالجة القضايا ذات البعد الإنساني والاجتماعي، وهو ما يجعل من الزيارة عامة "حدثا متكامل الأبعاد يختزل كل ماضي وحاضر ومستقبل العلاقات بين البلدين وبين الشعبين الصديقين".