منذ 3 أعوام احتفلوا في الأردن بمرور 46 سنة على ميلاد الملك عبدالله الثاني، بإضاءة شمعة دخلت معها مدينة البتراء كتاب "غينيس" الشهير، لأنها الأطول بالعالم، فهي ضخمة كعمود معبد فرعوني: ارتفاعها 7.46 وقطرها متر ونصف المتر، وثبتتها في ساحة بالبتراء رافعة عملاقة. لو اشعلوا تلك الشمعة بدلاً من إضاءتها لأعطت وحدها كمية من الماس تكفي لجعل الأردن واحداً من أغنى الدول، لأن نار الشمعة تنتج مليون و500 ألف حبة من جزيئات الماس بالثانية الواحدة، أو مليارات من الحبيبات تتوالد من كل شمعة صغيرة كالتي يشعلونها احتفالاً بعيد ميلاد أحدهم. هذا ما أعلنه أمس وأثبته بالدليل العلمي بروفسور مولود في مدينة شنغهاي، بالصين، ويعمل أستاذاً بكلية الكيمياء في جامعة "سانت أندروز" البريطانية الشهيرة، وهي الأقدم بأسكوتلندا واحتفلت هذا العام بمرور 600 سنة على تأسيسها. ومع الإعلان أبدى الدكتور، ووزونغ زهو، أسفه لأمر آخر اكتشفه أيضاً، وهو أن ما تنتجه نار الشموع من ماس يتبخر بعد أن ينصهر حال ظهوره مع اللهب، لشدة صغر الحبيبات التي يصنفونها ضمن ما يسمونه "نانو" في علم الأحجام، أي جزيئات صغيرة جداً، "لكن هذا سيغيّر نظرتنا إلى الشمعة المشتعلة وقد يقودنا إلى إنتاج للماس بكلفة أقل"، بحسب ما قال ووزونغ ونقلته وسائل إعلام بريطانية اليوم. وقال أيضاً إن كل شيء بدأ بتحدٍ بريء من بروفسور زميل له في جامعة بريطانية أخرى، فقد أخبره أن العلم لا يعرف شيئاً إلى الآن عن نار الشمعة وطبيعتها، "فأخبرته أن بالإمكان التوصل إلى ذلك، وهذا ما حملني على البحث، وهو أول بحث علمي يتم على نار الشمعة"، رغم أن الإنسان يستخدمها منذ اخترع أحدهم أول شمعة في الصين قبل 2000 عام. وطور البروفسور ووزونغ بمساعدة من أحد تلامذته، طريقة جديدة لاستخراج العينات الصغيرة، أو "نانو" كما يسمونها، ثم قام بعزل ما يصدر من جوف اللسان الناري للشمعة وهي تحترق من جزيئات وتحليلها بسرعة هائلة، وجاءت النتيجة بأنها مكونة من كل العناصر الأربعة للكاربون الصافي، المحفز للتبلور الكريستالي، وظهرت مثل طفيرات ماسية تماماً، لكنها انصهرت وتبخرت في الحال.