خلال مشاركته في الدورة الثالثة من منتدى الإعلام العربي بدبي والتي عرفت تتويج عدد من الصحافيين المغاربة تعرض الباحث المستقبلي روس داوسون لما سماه "الخط الزمني لإنقراض الصحف الورقية". وتوقع داوسون أن تنقرض الصحف الورقية أو تفقد قيمتها كوسيلة إخبارية في أغلب دول العالم بحلول العام 2040. وهكذا ستكون الولاياتالمتحدة أولى دول العالم تحقيقا للنبوءة، وذلك إبتداء من 2017، تليها بريطانيا في 2019، فكندا والنرويج في 2020، ثم استراليا إبتداء من 2022 ففرنسا إنطلاقا من العام 2029... أما في العالم العربي فكانت الإمارات العربية المتحدة الأولى، وحدد العام 2028 لذلك. وأرجأ روس هذا التراجع إلى مجموعة عوامل منها: التطور التكنولوجي السريع وتناقص تكلفة الاتصال بشبكة الإنترنت عبر الهواتف النقالة والحواسيب اللوحية، وزيادة سعة النطاق للشبكة، وتفاقم مشكلات الصحافة التقليدية لاسيما في نواحي الطباعة وتكلفة الإنتاج. توقعات داوسون روس يعززها واقع الصحافة الورقية عبر العالم، فمثلا في الولاياتالمتحدة لجأت مجموعة كبيرة من الصحف ذائعة الصيت إلى تقليص أرقام توزيعها والغاء آلاف الوظائف وتسريح عدد كبير من العاملين فيها، بينها صحف واسعة الانتشار مثل شيكاغو تريبين، بوسطن غلوب وانجلوس تايمز، وحتى المجلة الأوسع انتشارا في العالم وهي مجلة تايم الأميركية الشهيرة. في حين تحولت صحف أخرى إلى منابر إلكترونية مثل كريستيان ساينس مونيتور التي الغت طبعتها الورقية منذ العام 2008 واكتفت بنسخة رقمية على موقعها على شبكة الانترنت. واعلنت مجلة نيوزويك الأسبوعية الأميركية الشهيرة توقف نسختها الورقية عن الصدور منذ نهاية العام الماضي، واقتصارها على نسختها الالكترونية التي حملت عنوان نيوزويك غلوبال من بداية العام الحالي. كما توقفت مجلة يو أس نيوز أند ريبورت وهي الثالثة الأوسع انتشارا في أميركا في نونبر من العام 2010، اضافة إلى المئات من الصحف المحلية الأميركية، التي اختفت عن الوجود نهائياً. وتشير الإحصاء ات إلى ان عدد الوظائف في الصحافة الورقية الأميركية قد تقلص بحوالي 30% منذ عام 2008 ومن المتوقع ان تستمر هذه العملية بوتائر أسرع في المستقبل القريب. ولم تقتصر الأزمة على الولاياتالمتحدة، ففي بريطانيا تم إغلاق صحيفة ذي لندن بيبير بعد الإعلان عن إغلاق أكثر من مائة صحيفة محلية لفشلها في التكيّف مع ظروف المنافسة الحادة مع الإعلام الإلكتروني. ويبدو ان صحيفة الغارديان اليومية، واسعة الانتشار على وشك ايقاف القطاع المطبوع من الصحيفة وملحقها الأسبوعي الأوبسيرفر نظرا لتكبدها خسائر تقدر بحوالي 44 مليون دولار سنويا. وقد عمدت ثلاث صحف تقليدية كبرى في لندن إلى أن تعتمد مقاسات أصغر لصحفها، تنافسا مع باقي الصحف الأخرى التي اعتمدت مقياس أقرب إلى مقاييس صحف التابلويد النصفية، كما أضطرت هذه الصحف إلى أن تعيد النظر في تبويباتها الصحافية لتواكب احتياجات سوق الجمهور من القراء. وفي فرنسا توقفت جريدة فرانس سوار عن الصدور منذ شهر نوفمبر 2011، واكتفت بنسخة على الانترنت، وكانت إلى عهد قريب مؤسسة إعلامية مرموقة في فرنسا والعالم.