الاندماج الإقليمي يجب أن يشكل أولوية في الأجندة المتوسطية (فتح الله السجلماسي)

أكد فتح الله السجلماسي الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط اليوم الأربعاء بلشبونة أن الاندماج الإقليمي يجب أن يشكل أولوية في الأجندة المتوسطية لأن الأمر يتعلق بشرط ضروري، وإن كان غير كاف، لضمان الاستقرار السياسي داخل البلدان التي توجد في طور الانتقال.
وأضاف السجلماسي الذي كان يتحدث خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي الثاني لغرب المتوسط أن هناك إجماع على أن ضعف الاندماج الإقليمي بالحوض المتوسطي يعتبر أحد العوائق الرئيسية للنمو وللتنمية في المنطقة .
وعبر عن أسفه لكون مستوى المبادلات البينية بين بلدان جنوب المتوسط وخصوصا بين بلدان المغرب العربي يظل أحد أدنى المستويات عبر العالم مشيرا إلى أن هناك عدم توازن بين تدفق المبادلات بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط من جهة وتدفق المبادلات بين بلدان جنوب المتوسط نفسها.
وعبر السجلماسي عن ارتياحه لاجتماع الشراكات في المغرب العربي الذي احتضنته مراكش في فبراير الماضي في سياق لقاء برشلونة والإعداد للدورة الحالية مسجلا أن هذا اللقاء سمح بتعبئة حوالي 500 فاعل اقتصادي مغاربي يرغبون في تعزيز علاقاتهم الاقتصادية.
وبالنسبة للأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط فإنه لا يمكن الوقوف حقيقة على الأهمية الاستراتيجية لتعزيز الاندماج الإقليمي في المتوسط إلا إذا تم الأخذ بعين الاعتبار العمق الإفريقي للعلاقة الأورو متوسطية.
وأكد أنه سواء على مستوى المؤهلات الاقتصادية أو على مستوى الأمن والاستقرار السياسي في منطقة الساحل والصحراء فإن منظومة أوروبا - المتوسط -إفريقيا كعامل محدد أصبحت اليوم حقيقة بديهية أكثر من أي وقت مضى مشددا على أنه من الضروري الأخذ بعين الاعتبار العمق الإفريقي لترسيخ مركزية الحوض المتوسطي.
وأشار من جهة أخرى إلى المفارقة التي تتمثل في كون التطورات السياسية والاقتصادية الأخيرة التي شهدها شمال وجنوب المتوسط تفتح أحيانا فرصة فريدة من نوعها لإعطاء دفعة جديدة للمشروع المتوسطي.
وبعد أن أبرز النجاح الذي تكللت به الدورة الأولى من هذا المنتدى شدد على أهمية انتظام عقد هذه اللقاءات مشيرا إلى أن المشاركة المكثفة في هذه الدورة تدل على رغبة رجال الأعمال في بلدان غرب المتوسط في الوقوف على المكتسبات والمؤهلات المتعددة التي يتوفرون عليها جميعا والرهانات والتحديات المفروضة على المنطقة من أجل مزيد من النمو والتنمية والازدهار.
وطرح بهذه المناسبة فكرة إنشاء مجلس أعمال " خمسة زائد خمسة" بشكل يسمح بتشكيل نواة مقاولات يمكن أن تشكل ، في حال أنيطت بها هذه المهمة وحصلت على تفويض من أرباب العمل وأيضا على دعم الحكومات، قاطرة لتحديد المواضيع التي " يمكننا أن نشتغل عليها ونستمر في التقدم فيها".
وعبر في هذا الصدد عن الاستعداد التام للاتحاد من أجل المتوسط لمتابعة هذه المنهجية ولأن يواكب باستمرار المجلس الذي دعا لإنشائه.
وقد عرفت الجلسة الافتتاحية للمنتدى مشاركة نائب الوزير الأول البرتغالي باولو بورتاس ووزير الخارجية البرتغالي روي مارشيت ووزير الخارجية الموريتاني أحمد ولد تكدي وحضور سفيرة المغرب بالبرتغال كريمة بنيعيش.
ويشارك في هذا اللقاء المنظم من قبل وكالة الاستثمار والتجارة الخارجية بالبرتغال والجمعية الصناعية البرتغالية والاتحاد من أجل المتوسط وفد مغربي مهم يضم مقاولين ورجال أعمال.
واختار المنظمون محور التنمية المستدامة كموضوع رئيسي للمنتدى حيث ستتوزع الأشغال على محاور استراتيجية هي الماء والبيئة والبنية التحتية والتمويل.
وقد شكل المنتدى الأول الذي احتضنته برشلونة في أكتوبر الماضي المرحلة الأولى لتعميق الحوار والتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية بين بلدان أوروبا الغربية والبلدان المغاربية.
ويأتي عقد المنتدى الثاني عشية انعقاد الاجتماع الحادي عشر لوزراء خارجية مجموعة "خمسة زائد خمسة" غدا الخميس بلشبونة حول موضوع "فضاء غرب المتوسط : تحديات ومقاربات مشتركة".
وتضم مجموعة "خمسة زائد خمسة" التي أحدثت سنة 1990 بروما كلا من الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس عن الضفة الجنوبية للمتوسط وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال عن جانب الشركاء الأوروبيين. وتشكل المجموعة إطارا للقاء بهدف إطلاق مسلسل تعاون إقليمي في غرب المتوسط بين البلدان العشرة.