أصدرت وزارة الدفاع الوطني، أوامر إلى القوات الموجودة على حدود البلاد الشرقية والجنوبية باستخدام "القوة" مع أية جماعة مسلحة أو مجموعة مهربين تخترق الحدود، بحسب مصدر أمني، واتخذ الإجراء بعد يومين، من كلمة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمام مجلس الوزراء، اعتبر فيها تواجد مجموعة مسلحة تسللت من شمال مالي، إلى جنوبالجزائر، "عدوانا خارجيا". وأوضح المصدر ان "قيادة الجيش الوطني الشعبي في الجزائر أصدرت أوامر للقوات الموجودة في الحدود الشرقية مع ليبيا وفي الحدود الجنوبية مع مالي والنيجر تقضي بتغيير ما يسمى قواعد الاشتباك، حيث سيتم التعامل مع أية مجموعة مسلحة متسللة عبر الحدود على أنها تمارس اعتداءا خارجيا على السلامة الترابية للجزائر". وكانت قوات الجيش الوطني الشعبي قبل صدور الأوامر الأخيرة، تتعامل مع حالات التسلل عبر الحدود، حسب مستوى خطورتها، حيث يتم إنذار السيارات المتسللة عبر الحدود فإن رفضت التوقف تحاصر أو تتعرض لإطلاق النار، ومع صدور الأوامر الجديدة، فإن جنود الجيش سيطلقون النار فورا على أي مجموعة تحاول التسلل عبر الحدود، وفق المصدر ذاته. وقال المصدر إن هذا التطور جاء بعد أن "وردت معلومات للجيش ، عن تدهور خطير للأوضاع الأمنية، في شمال مالي وفي منطقة ايفوغاس الجبلية، جنوب غربي ليبيا، وإثر تردد أنباء عن تواجد القيادي البارز في القاعدة مختار بلمختار في ايفوغاس"، بحسب المصدر ذاته.وقال عيسى بن يلطف، وهو ضابط متقاعد من الجيش ، إن "الرئيس بوتفليقة بتصريحه الأخير حول العملية التي نفذها الجيش الجزائري (الاثنين الماضي) وانتهت بقتل 10 إرهابيين ينتمون لتنظيم القاعدة في منطقة تينزاوتين ، أقصى جنوبيالجزائر، يكون قد أعطى الأوامر بشكل مباشر للجيش لاعتبار أي تسلل عبر الحدود تقوم به مجموعة مسلحة، عدوانا خارجيا". بن يلطف، أضاف أن "الجيش يتعامل منذ اندلاع الحرب الأهلية في مالي وفي ليبيا مع مئات من عمليات التسلل عبر الحدود نفذها مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة ومهربو سلاح ولم يعتبر الأمر يتعلق بعدوان خارجي إلا في مرة واحدة عندما هاجم إرهابيون مطلع العام 2013 مصنع الغاز في ان أمناس واحتجزوا رهائن أجانب"، وتابع: "سنرى في الأشهر القادمة تغيرا كليا في طريقة تعامل الجيش مع عمليات التسلل عبر الحدود". فيما قال مصدر أمني أخر، إن "قوات عسكرية جزائرية كبيرة تشارك منذ أيام في تفتيش الصحراء بحثا عن بقايا المجموعة المسلحة التي اشتبكت معها قبل أيام في منطقة تينزاواتين"، وأضاف إن المجموعة "كانت تحضر لتنفيذ اعتداءات ضد مواقع عسكرية ومنشآت اقتصادية جزائرية في الجنوب".