الشعب المغربي قبل و بعد الربيع العربي ، كانت له طموحات و إنتظارات كبيرة من الحكومات المتعاقبة على المغرب ، رغبة منهم تحسين الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية ، وتوفير شروط العيش الكريم ، الحلم الذي يراود المغاربة قبل الاستقلال إلى اليوم ، آملين في يوم مشرق طال انتظاره. من الاستعمار إلى البناء ، طريق كلفت المغرب مشوارا طويلا ، في ظل الأزمات الخارجية والمتمثلة في استكمال الوحدة الترابية و ضم سبتة و مليلية ، و أزمة الصحراء التي لا زال ملفها قائما إلى اليوم ، بفعل التواطؤ الجزائري الإسباني الذي يدعم الجبهة الانفصالية المزعومة في إقليم تندوف بالجزائر . كلفة البناء و التشييد باهظة ، نظرا لضعف البنيات التحتية ، و تردي الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية للساكنة المغربية ، هذه الأخيرة التي تعتمد على النشاط الفلاحي كمورد عيش ، أو كعمال لدى الفرنسيين في المناجم و المصانع ... رغم القطع مع الاستعمار الفرنسي و الإسباني لسنوات خلت ، إلا أن المغرب لا زال مستعمرا من طرف لوبيات فاسدة تعمل على خدمة مصالحها و صيانتها و الحفاظ عليها ، وتنمية الأرصدة البنكية و البقع الأرضية و الأنشطة الاقتصادية ، والشعب " إن أراد الموت فل يمت ". إن دافع المغاربة بشرف عن الوطن ، وضحوا من أجله بالغالي و النفيس ، إيمانا منهم أنه سيأتي يوم يعيشون فيه بكرامة ، رافعي الرؤوس ، يعيشون بأمن و أمان و سلم و سلام ، بعيش كريم ، فما كان من ذاك سوى الأوهام . إن دافع المغاربة عن الأرض من اجل الأمن ، فلا أمن في ذا الوطن ، فالوطن كثر فيه المجرمون والمشرملون ، مدججين بأسلحة و سيوف ، فعن أي أمن نتكلم . إن دافع المغاربة عن الوطن من أجل عيش رغد و حياة سعيدة، عاش الوطن وحيدا، فالحالة الاجتماعية للشعب المغربي في تدهور مستمر، بفعل سياسات التقشف المستمرة التي تنهجها الحكومة المبجلة في السنين الأخيرة ، بالتقليص من فرص الشغل و الزيادة في الأسعار المنتجات والمواد الاستهلاكية ، الزيادة في المحروقات (...)، ومن كثرة " تزيار السمطة " وصل المغاربة إلى آخر ثقب في الحزام ، ربما لا وربما قد تمهد إلى خروج إلى الشارع ، رافعي شعار " اللهم إن هذا منكر ". وضع التعليم المغربي مترد بشكل كبير، مما جعل الحكومة حائرة ، لا تعرف لا من أين تبدأ ، ولا بماذا تنتهي ، مل الشعب المغربي الحلول الترقيعية و المخططات الاستعجالية والبرامج المستوردة والجاهزة ، ألم يحن الوقت بعد للاعتماد على النفس و انجاز دراسات ميدانية ، ووضع أصبع السباب على مكامن الخلل واجتثاثه ، أم أن الحكومة تعتمد المثل القائل " لي بغا يربح العام طويل " . الأوضاع الصحية للمجتمع المغربي، هي الأخرى متردية، وذلك راجع إلى انتشار الكثير من الأمراض، ( أمراض العيون، الضغط الدموي، مرض السكري، الكلوي أمراض القلب... بالإضافة إلى ارتفاع نسبة حوادث السير و التي تتطلب تدخلات إستعجالية لطاقم طبي متخصص)، التجهيزات الطبية المتقادمة و الخصاص في الأطقم الطبية و غلاء الأدوية بالخصوص أدوية الأمراض المستعصية و الخصاص في المستشفيات ، تجعل من الشعب المغربي وبالخصوص ساكني المناطق النائية ، يلتمسون بركات الشفاء من أضرحة الأولياء. أموالنا لذوي الميراث نجمعها **** ودورنا لخراب الدهر نبنيها . أتأمل مليا في هذا البيت ، ربما هو للوعظ ، لكن في شقه الثاني يطرح تساؤلا كبيرا هل للمغاربة أصل مال ليكنزوه ، ما عدا فئة قليلة التي ورثة شيئا " الله يرحم القبر وما خلا "، الشعب الذي لم يجدوا شبر أرض للبناء ، لعل و عسى التخلص من نفقات الكراء و تحسين الوضع المعيشي ، ولله الحمد المغاربة " كلشي يفهموا فيه وزير يقدر يسير كل الوزارات واخا ما يفهم حتى فوحدة، وهذا ما أقدمت عليه الحكومة المبجلة في نسختها الثانية ، والتي ضمت أمينين عامين لحزبين عريقين على رأس وزارة واحدة وزارة السكنى ، ولازالت الوضعية كما وستبقى كما هي عليها إلى أن يشاء القدر ، فالحكومات لم تفتأ تنتهي من الحديث عن محاربة السكن العشوائي ... الدولة التي تضع على عاتقها احترم وتقديس الشعب ، تعمل كل ما في وسعها لضمان كرامته، وتوفير كل مستلزمات العيش الكريم ، فإسرائيل على سبيل التقدير رغم كل معارضات مجلس الأمن فإنها لا زالت تعمل على تشييد المستوطنات باعتبار السكن حق من الحقوق الأساسية التي يجب توفيرها ، منه فإن الشعب الإسرائيلي حقا شعب يستحق العيش .