نحلم جميعا بنموذج وطن واحد، باستثناء من يريدونه وطن على مقاس نزواتهم و شهواتهم و أفكارهم الميتة منذ زمن !! نموذج وطن لا تُعبد طرقه عند منتصف الليل وتبنى شوارعه وتبدل أغطية الأسرّة بمستشفياته إلا عند الزيارات الملكية و الوفود الأجنبية إلا أصبحنا عند نهاية كل صلاة و بعد دعاء الاستغفار أن ندعو دعاء أخر دعاء "حُلول الملك" كل أسبوع لتفقد أحيائنا و زقاقنا، فتزرع أشجار الموز و البرتقال وتنظف الشوارع بالماء و الصابون و بأحداث الآليات ! لكي تُصلح كل المصابيح التي عندما تُعطل، فتنتهي صلاحية المرور من بعض الشوارع عند الثامنة ليلا ! لكي يتحدث إلينا المسؤولين بلباقة ويستمعون إلى صغيرنا قبل الكبير ! نحلم بنموذج وطن مؤسساته الحزبية مؤسسات الشعب وليست " شركات خاصة" للسلب و النهب و الاتجار في معاناة الشعب !! مؤسسات تتخلص من عقلية التسييس والتخلص من الماضي المظلم، لتحترف عقلية التدبير تدبير شؤون الوطن تحت كفاءات شبابه وأطره بإبداع و خلق أكثر ! نحلم بصنع مادة أولية نبني بها الوطن قليل من التضامن و التسامح و نكران الذات و كثير من حس المواطنة و المسؤولية، و نقد ذاتي كل ليلة عند وضع الرأس على وسادة النوم، عند نهاية كل أسبوع و شهر و سنة...عند نهاية كل مهمة وأداء واجب !! نحلم بوطن الرشوة والمحسوبية والزبونية فيه جُرم، وطن تموت فيه " الخالة في العرس و باك صاحبي" نحلم بوطن تُدرس فنون الإنسانية قبل الفنون الجميلة، التكوين النفسي و الاجتماعي و إنعاش القلب قبل التكوين المهني و إنعاش الشغل !!