أكد المشاركون في الدورة الثالثة للملتقى الوطني للمقاولة الجامعية، اليوم الجمعة بمراكش، أن روح المقاولة بالمغرب تشكل دعامة هامة لتشغيل والإدماج المهني للشباب حاملي الشهادات. وأضافوا خلال هذا الملتقى، الذي تنظمه مجموعة الطلبة المبدعين والمقاولين، بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمراكش حول موضوع "المقاولة ، دعامة لتشغيل الشباب حاملي الشهادات بالمغرب"، أن تحقيق النمو الاقتصادي وخلق الثروة ومناصب الشغل وتحسين ظروف عيش المواطنين يمر حتما عبر النهوض وتشجيع المبادرات الفردية وروح المقاولة والابتكار. كما أبرزوا أن الدولة مدعوة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات التي من شأنها النهوض بروح المقاولة وخاصة مواكبة وتأطير حاملي المشاريع المبتكرة وتسهيل مساطر الاستفادة من التمويلات. وسجل السيد يوسف فاضل ممثل وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أن الاختيار الناجح لموضوع هذا الملتقى يؤكد أن تحدي التشغيل يشكل انشغالا كبيرا بالنسبة للحكومة. واستعرض بهذه المناسبة، إستراتيجية الوزارة في هذا المجال وخاصة برنامجي "انطلاق" و"تطوير" الموجهين للنهوض وتشجيع الابتكار. من جهته، أبرز الأستاذ الجامعي جناح السعدي أن بداية القرن ال21 تميزت بارتفاع في معدل البطالة بالعالم، مضيفا أن حجم هذه الظاهرة تنامى بفعل مخلفات الأزمة الاقتصادية العالمية. وقال إن الوظيفة العمومية لا يمكن أن تستوعب كافة حاملي الشهادات خريجي مؤسسات التكوين مما يفرض على الشباب بناء مستقبلهم بأيديهم وإعداد مسارهم المهني من خلال مشروعهم الخاص. من جهتها، أكدت السيدة نادية الكرش عن المؤسسة الدولية للشباب، أنه يتعين إدراج ثقافة روح المقاولة ضمن البرامج المدرسية وترسيخها وتعليمها للأفراد منذ الصغر. من جانبها، سجلت المسؤولة بمجموعة أورانج عن منطقة إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، السيدة كاترين فلوفات، أن التقنيات الحديثة للإعلام والاتصال تشكل في الوقت الراهن، قطاعا يعد بفرص كثيرة لفائدة الشباب بالبلدان المتقدمة والنامية على حد سواء. ودعت باقي المداخلات إلى إشاعة ونشر ثقافة روح المقاولة داخل النسيج السو سيو اقتصادي وكذا انخراط أصحاب القرار والقطاع الخاص في النهوض بروح المقاولة. ويسعى هذا الملتقى، المنظم على مدى يومين، إلى جعل روح المقاولة في قلب المخطط التدريسي من أجل جامعة مغربية مقاولة قادرة على مواكبة الأوراش الاقتصادية الكبرى والأهداف الاجتماعية للمغرب، وتنمية وتنشئة طاقات بشرية مفعمة بروح المقاولة والتنافسية وقادرة على خلق ثروة اقتصادية والاستجابة لمتطلبات سوق الشغل. كما تهدف هذه التظاهرة إلى التواصل مع الفاعلين في المجال الاقتصادي والاجتماعي في القطاعين العام والخاص، ومع المقاولات الشابة الصغرى والمتوسطة وحاملي المشاريع، فضلا عن فتح نقاش مع الأساتذة والطلبة خريجي المدارس العليا والكليات ومختلف المؤسسات والمنظمات ذات الصلة بروح المبادرة والدعم المقاولات حول مختلف المواضيع المرتبطة بعالم المقاولة. وسيتم خلال هذه الدورة تنظيم لقاءات وندوات ومحاضرات يشارك فيها شخصيات بارزة في عالم الأعمال وخبراء وأصحاب قرار من المغرب وخارجه، إلى جانب طلبة من جميع التخصصات العلمية والتقنية. كما يتضمن برنامج هذا الملتقى تنظيم مباراة وطنية تستهدف طلبة الجامعات والمدارس العليا بالمغرب وخارجه، تروم تحفيز روح المبادرة بمؤسسات التعليم العالي من جهة، ومواكبة الطلبة حاملي المشاريع في سيرورة إنشاء مقاولاتهم من جهة أخرى.