إطلاق وحدة تكوين خاصة بإنشاء المقاولات بعدد من مؤسسات التعليم العالي تم أول أمس الثلاثاء بالرباط، التوقيع على اتفاقيات الشراكة والتوجيه من أجل إطلاق وحدة تكوين «إنشاء المقاولات برسم السنة الجامعية 2011-2012». وتروم هذه المبادرة، التي تندرج في إطار محور «تعبئة الكفاءات» ضمن استراتيجية «المغرب ابتكار»، تشجيع ثقافة روح المبادرة والابتكار لدى الطلبة الجامعيين التابعين لمؤسسات التعليم العالي. وستهم هذه المبادرة، التي يرتقب تعميمها ابتداء من 2013/2012، في مرحلة أولى ست مؤسسات للتعليم العالي ممثلة في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وجامعة إبن زهر بأكادير، وجامعة محمد الأول بوجدة، وجامعة محمد الخامس أكدال بالرباط، والمعهد الوطني للبريد والمواصلات، والمدرسة الوطنية العليا للإعلاميات وتحليل الأنظمة. وتتوخى الشراكة مع المؤسسات المستفيدة تحسيس 5840 طالبا وتكوين 1470 آخرين ممن يحملون مشاريع مبتكرة داخل هذه المؤسسات. وتعتمد وحدة التكوين، إلى جانب الدورات الدراسية، مقاربة عملية وتفاعلية، ومنتديات تكوينية وإخبارية وأنشطة ميدانية بمشاركة فاعلين اقتصاديين. كما تتوجه بالأساس إلى العمل الميداني من خلال إعداد خطة العمل، والتوجيه من قبل رؤساء مقاولات، والتكوين والمواكبة من قبل الجمعيات المساعدة على إحداث المقاولات، وتنظيم زيارات للمعارض الخاصة بقطاعات الأنشطة الرئيسية، وشهادات رجال الأعمال. وأبرز وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة أحمد رضا الشامي، الذي ترأس حفل التوقيع على هذه الاتفاقيات مع رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أهمية إستراتيجية «المغرب ابتكار»، معتبرا الجامعة طرفا أساسيا فيها. وذكر الوزير في هذا الإطار بمختلف الآليات التي تم إرساؤها لتمويل الابتكار, مشيرا بالخصوص إلى «انطلاق» و»تطوير». وأوضح أن هذا التكوين يستهدف طلبة الدكتوراة المنحدرين من مراكز دراسات الدكتوراة العلمية أو الخاصة بالتدبير، وأسلاك الماستر العلمية أو الخاصة بالتدبير، والإجازات العلمية أو المتعلقة بالتدبير، مع إعطاء الأولوية لطلبة الإجازات المهنية، ومدارس المهندسين والتجارة. من جانبه، أشار الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي إلى أن هذا العمل «يكمل الإجراءات المتخذة في إطار البرنامج الاستعجالي»، مضيفا أنه سيشجع روح المبادرة لدى الطلبة. من جهته، أكد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب محمد الحوراني أن اتفاقيات الشراكة هاته «تبرز أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص»، خاصة بين المقاولة والجامعة. وأعرب، في تصريح للصحافة، عن أمله في تعميم هذه التجارب بالثانويات والإعداديات، وحتى المدارس الخاصة، مسجلا أنه لا بد من روح المبادرة والابتكار لتطوير الاقتصاد الوطني. وتميز الحفل أيضا بالتوقيع على ثماني اتفاقيات شراكة أخرى لتوجيه وتكوين ومواكبة الطلبة الحاملين لمشاريع مبتكرة، من أجل تعبئة أزيد من مائتي مدير مقاولة لتأطير 370 مشروعا مبتكرا على مستوى المؤسسات الجامعية الست المستفيدة.