في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتراث، نظمت على مدى ثلاثة أيام (18-19-20 أبريل الجاري) بمراكش، تظاهرة فنية وثقافية أطلق عليها "جيليز في احتفال" وذلك لتسليط الضوء على التراث الغني والهندسة المعمارية لحي جيليز بالمدينة الحمراء الذي يعود تأسيسه إلى العشرينيات من القرن الماضي. وتهدف هذه التظاهرة، التي نظمت بمبادرة من جمعية حفظ السينما في المغرب، إلى استعادة هوية الحي عبر ذاكرة العشرينيات والثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي عبر القيام بزيارات استكشاف للأماكن والعناوين التي هي الأصل التاريخي والاجتماعي و الثقافي لحي جيليز. كما يتوخى هذا الحدث إحياء أماكن مثل سينما مسرح بالاص (التي بنيت في عام 1926 والآن مغلقة) وإضفاء الحيوية الثقافية على هذه المساحات المتعددة التخصصات. ومن المعالم البارزة التي تشهد على عراقة هذا الحي، مسرح قصر السينما " لوكس" ، و"فيلا بيل اير" ،و" كنيسة سنة 1919 "، والمباني الحديدية، إلى جانب المقاهي التاريخية كمقهى التجار، ومقهى الأطلس الكبير و مقهى النهضة. وتميزت هذه التظاهرة بتنظيم جولة وسط هذه الفضاءات من أجل اكتشاف عمق جيليز، وعرض أشرطة وثائقية ، فضلا عن تنظيم معرض لملصقات الأفلام التي كانت تعرض بسينما "بالاص"، وطواف للسيارات العريقة جاب مختلف أزقة الحي المذكور. وحسب الرئيس المؤسس لجمعية حفظ السينما في المغرب طارق منعم، فإن هذه التظاهرة تعتبر رحلة في الزمان والمكان وكواليس القاعات السينمائية من قبيل سينما بالاص ولوكس التي كانت تشكل القلب النابض للحياة الثقافية بالمدينة الحمراء وبمثابة معالم ونقط توجيه للوافدين على المدينة في ذلك الوقت. وأضاف أن العمل الميداني للجمعية يتمحور أساسا حول تحسيس المواطنين بضرورة الحفاظ على الموروث من القاعات السينمائية وذلك عبر نقل شغف الموروث الثقافي الفني و المعماري للعامة. وسجل طارق منعم أن هناك ضعفا كبيرا على مستوى الوثائق المؤرخة لحي جيليز الذي لا يعتبر فقط المحرك الاقتصادي للمدينة الحمراء بل أيضا قطب الجذب الذي لا يمكن لسياح العالم المرور بمراكش دون الوقوف عليه. ويندرج تنظيم "جيليز في احتفال" ، من قبل جمعية حفظ السينما في المغرب وجمعية أصدقاء سينما مسرح بالاص بشراكة مع المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة بمراكش ومقاطعة جيليز، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتراث.