يكشف طارق منيم رئيس جمعية «لننقذ السينما بالمغرب» قي هذا الحوار، في محدودية مشروع المركز السنيمائي المغربي في بناء مركبات ثقافية، وبأنه لايمكن أن يشكل بديلا للقاعات التي تحتضر، مستحضرا دور جمعيته في إصلاح بعضها والمجهودات التي تقوم بها في هذا الشأن، إضافة إلى علاقة الجمهور بالمهرجانات السينمائية وغيرها من القضايا. - بداية، ما هي المشاريع التي تشرف عليها جمعية» لننقذ السينما بالمغرب» ؟ نحن الآن -في إطار العمل الفعلي وليس النظري- نحاول أن ننقذ القاعات السينمائية المغربية، ولقد شرعنا مع مختلف شركائنا في تجديد سينما «إدن» بمدينة مراكش الحمراء، دافعنا الغيرة على تراثنا السينمائي، في هذا الإطار،هناك شراكة مع المدرسة الحسنية للأشغال العمومية ومدرسة الأشغال الفرنسية ومدرسة الهندسة والمعهد العالي للإدارة وتدبير المقاولات، من أجل تجديد القاعة السينمائية «إدن» قبل فوات الأوان، لأن هذه القاعة تقع في حي شعبي، ومن الضروري إنقاذها قبل أن تهدم. - ما هي مواردكم في ذلك؟ كما قلت فإن ما يحركنا في هذه الجمعية، التي تأسست سنة 2007، هو رغبتنا في أن نقوم بخطوات فعلية لإنقاذ القاعات السينمائية المغربية التي عرفت تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة، فبعدما كان المغرب يضم حوالي 285 قاعة سينمائية تراجع الرقم إلى مستويات خطيرة للغاية، ليصل إلى 47 قاعة سينمائية، وهناك قاعات أخرى مهددة بالهدم أوقد لا نجدها في يوم من الأيام، وهذا لا يستوعبه المركز السينمائي المغربي الذي يقدم مقاربة غير واقعية لمشكل القاعات السينمائية المغربية، ما يحركنا هو الغيرة على قاعاتنا، هذه القاعات تمثل إرثا ثقافيا يحمل ذكريات وتاريخ المغاربة، فحينما يحل أي زائر بالمغرب، يفاجأ بالحالة المزرية التي تعيشها القاعات السينمائية الوطنية، وهذا يؤثر على صورتنا، ما يقلقني هو أن مسؤولا في المركز السينمائي المغربي قال إن السينما المغربية بخير وقال إنها تجاوزت السينما المصرية، هذه الأشياء والهواجس حركت شباب الجمعية، وقمنا بحركات توعوية وتحسيسية إلى جانب خطوات فعلية لإنقاذ القاعات السينمائية، وهنا لابد من التذكير بأن هذا العمل يقوم به شباب متطوعون، يقومون بهذا العمل حبا في القاعات واقتناعا بقيمة بقائها واستمرارها، نحن لا نريد تحقيق مكاسب خاصة أو لدينا طموحات مادية، وإنما الهدف هو إنقاذ القاعات السينمائية، وليس شيئا آخر. - تكلمت عن مشروع غير واقعي للمركز السينمائي في إنقاذ القاعات السينمائية، كيف ذلك؟ المركز المغربي يراهن على إنشاء القاعات المتعددة المرافق، واطلعت على الدراسة التي أعدت في هذا الصدد، واكتشفت أنها غير واقعية، أنا لا أفهم إطلاقا كيف يمكن أن نطلب من مغربي فقير أن يؤدي ثمن 50 درهما للذهاب إلى قاعة خارج المدينة، ونفرض عليه تكاليف التنقل؟ في نظرك هل سنقلل المشاهدين أم سنقويهم، بهذا المشروع؟، هذا مشروع فاشل ولن يطور السينما المغربية، نحن مع تأسيس قاعات سينمائية جديدة، ولكننا نقول يجب أن ننقذ القاعات السينمائية المهددة بالزوال، في هذا الإطار، وجب توضيح نقطة أساسية هي أننا حذرنا قبل سنوات من مخاطر تراجع القاعات السينمائية، دون أن نجد آذانا صاغية، وراسلنا المركز السينمائي المغربي في الموضوع، من أجل التدخل لإنقاذ القاعات السينمائية، إلا أننا ووجهنا بالتهميش. - كيف ذلك؟ نحن كجمعية من بين أهدافها إنقاذ القاعات السينمائية المغربية، حاولنا فتح حوار مع المركز السينمائي المغربي، لكن وللأسف قوبل عملنا بالإقصاء، وأنا أستغرب كيف أن مسؤولا في التواصل قال إن للمركز رؤيته للقاعات السينمائية، ونفى معرفته بجمعيتنا، والصحيح أنه يعرفنا جيدا ويعرف الأنشطة التي قمنا بها، والسؤال الذي يطرح بقوة، إذا كانت لدى المركز السينمائي المغربي رؤية وإرادة فعلية لإنقاذ القاعات السينمائية المغربية، فلماذا تهدم كل يوم قاعات بمختلف المدن المغربية، في هذا الصدد نطالب بتدخل الوزارة الوصية على السينما بشكل مباشر أو غير مباشر لوضع تصور واقعي وفعلي لإنقاذ هذه القاعات. - ألم تتسلموا أي دعم من المركز السينمائي المغربي كما يروج البعض؟ إطلاقا، لم يكن هناك أي دعم، من المفروض أن يشجع المركز السينمائي المغربي الجمعيات التي تشتغل في إطار الفعل السينمائي، فبدون مجتمع مدني لا يمكن أن يتطور أي مجال، للأسف هم يقولون إنهم ينقذون السينما المغربية لكن دون أن يقدموا على خطوات فعلية لإنقاذ السينما المغربية. - مثل ماذا؟ هم ينظمون مهرجانات في كل المدن المغربية، أحيانا ينظمون مهرجانا في مدينة لا وجود لقاعة سينمائية وحيدة فيها، فهل بهذا الشكل سوف ندعم السينما المغربية؟ من جهة أخرى يجب التساؤل مع هؤلاء، حول من يذهب لهذه المهرجانات؟ ما نتابعه هو أن المسؤولين عن السينما هم من يحضروا هذه المهرجانات، وليس المواطن البسيط الذي يجب أن نعمل على إرجاعه للقاعات السينمائية المغربية، فإذا أردنا أن نطور السينما المغربية، يجب أن نعمل على تشجيع ارتياد الناس للقاعات السينمائية المغربية. - بعيدا عن المشاكل التي لطالما رددها المهنيون حول واقع السينما المغربية، ما هي أنشطتكم الموازية لمهرجان مراكش للسينما؟ بالتزامن مع افتتاح المهرجان السينمائي الدولي سننظم معرضا للسينما المغربية يكون نافذة للزائر لمعرفة الإنتاج السينمائي المغربي، من خلال صور لفترة الستينات والسبعينات، هذا بالإضافة إلى عروض سينمائية تعريفية من بينها فيلم للرسوم المتحركة، بشراكة مع المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، هذا إلى جانب أنشطة سينمائيةأخرى.