في كل 8 مارس يرن صوت عال، وتدق طبول السماء معلنة أن هناك قوة خارقة تسعى إلى إعادة إحياء المرأة من الرماد الهشيم وللتأكيد من أنها لازالت حية ! فتستجيب لذلك "الإحتفال". منذ البدء نسجل أنها أخطأت التقدير وأسأت الاعتبار . لأنها مازلت لم تدرك القوة الكامنة في ضعفها ! مما جعلها فريسة سهلة،لأصحاب الشعارت الرنانة التي تغرد في كل مساء. سيدتي الحياة بالنسبة لك لا تقاس بالاحتفال ليوم ، وحده، فاتركيه. أحيانا تكون الخسارة أكثر ربحا، ما تحتاجينه اليوم هو إتقان فن الانتصار عن هذا اليوم الذي وضعك في سياج، وتعلمي، أيضا، كيف تفكين الرموز[ اقصد كيف تفكين الرموش]، لترين بوضوح، فالعماء الذهني هو السائد. فهل أنت مجرد جسد حتى ينادوك بشعار "جسدي حقوقي". لاداعي للهتاف كل يوم في السنة ليسمع من آخر الدنيا صوتك ؟ هذا مجرد ضجيج وفي الضجيج الهائل تختفي معالم الكائن الصوتية .يبقى فقط اسمه الذي يتردد في رأسه، مثل ناقوس مجنون، فيمل من سماعه وأنداك يذوب هو الآخر في النوء. ربما في اختيار يوم واحد للاحتفال بك هو اعطاء تفاهة لوجودك في باقي الأيام الأخرى، وتلخيصلعنائك! لذلك أرجو الا تفكيري في هذا اليوم لتخففي من ألمك. فهذا ليس أكثر من لعبة سخيفة يلعبها أناس يطفون ، أو بالأحرى وجدوا فيه مركبا على ظهرك، فإذا كان تمة ما يستحق الاحتفال به ، هو إزالة العتمة والغبار المطلي والراكض في الثقافة والمتخيل، وتكريمك بلقمة خبز نظيفة ،وشربة ماء صافية ، ونسمة هواء نقية ، وبناء وعي ينشد تصحيح الأوضاع تجاهك داخل المجتمع، فهذا هو مبعث الإحتفال. فأية قيمة ليوم خلف صيغ فارغة ، نمطية، تضعك في قاع الوجود !لمن ستبرزين أنوثتك إن لم يكن ثمة أحد يتبصرها؟ ما أبشع الحياة حين يجهلونك طوال السنة وتسعيدين عندما يحتفلون بك في يوم واحد. إنهم يحرقنك بنار البلادة الأدمية التي لاترحم وهو ما لم يفهموه "الحداثويون" الذين يتبجحون ب " مادة اجتماعية حديثة"، ولايعلمون أنهم يمارسون عليك "لعبة الإمحاء" اللامتناهي، مضللة بأيديولوجيا لا تمثل هويتك ؛ بل مجرد "خردة" من القيم المفرزة غريبة عن الأنساق الثقافية والروحية للمرأة. ابتعدي عن الانغماس في قضاياهم التي ابتلعت طاقتك واهدرت القسم الأكبر من حيويتك في التغيير والتغير والتفوق ، فقد تفوقت المرأة في حقب صعبة بدون شعارات ، ومجتمع لا تتفوق فيه المرأة ، هو مجتمع لاخير فيه، ولا أمل يتحسن حاله ذات يوم. إنه مجتمع سائر نحو الإنهيار لامحالة احذروا واحذرن!! اختم بهذا البيت الشعري لقيس بن ذريح