شارك المغرب، أمس السبت بكيب-تاون بجنوب إفريقيا، في الاحتفالات المخلدة للذكرى ال20 لانتهاء نظام الميز العنصري (أبارتايد). ومثل المغرب في هذه المناسبة، القائم بأعمال السفارة في بريتوريا، التهامي الكلاوي. وشكل هذا الاحتفال، الذي نظم بتعاون بين وزارة الشؤون الخارجية والبرلمان الجنوب إفريقيين، مناسبة للمنظمين للتذكير بالتقدم الذي حققته الحكومة الجنوب إفريقية منذ سنة 1994، وكذا ملحمة البطل الراحل المناهض لنظام الأبارتايد، نيلسون مانديلا، الذي توفي مؤخرا عن سن يناهز 95 سنة. وشددت وزيرة الشؤون الخارجية الجنوب إفريقية، مايتي نكوانا ماشابنا، على أن "الراحل مانديلا لم يفصل أبدا مصيره الفردي عن مصير شعبه وحركته التحررية، المؤتمر الوطني الإفريقي". وعلى هامش هذا الاحتفال، ذكر القائم بأعمال سفارة المغرب في بريتوريا، في تصريح للقناة التلفزيونية الجنوب إفريقية (أفريكا نيوز نيتوورك 7)، بدعم المغرب خلال مكافحة النظام العنصري للأبارتايد في جنوب إفريقيا. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، نيلسون مانديلا، رحب في خطابه التاريخي سنة 1994، بالدعم المتواصل للمملكة المغربية للمناضلين المناهضين للنظام العنصري. كما ذكر الدبلوماسي المغربي بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أشاد، في برقية التعزية التي بعث بها إلى الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما، على إثر وفاة نيلسون مانديلا، ب"الخصال الأخلاقية العالية لهذا القائد الفذ، الذي كان رمزا للسلام، وبشجاعته السياسية، حيث سيسجل له التاريخ كفاحه ضد العنصرية والميز، ونضاله من أجل بناء جنوب إفريقيا جديدة". وأضاف أن جلالة الملك وجه "تحية إكبار لروح رجل دولة استثنائي، حظي بحب شعبه، وباحترام العالم بأسره، تقديرا لنضاله المستميت ضد جميع أشكال التمييز العنصري والفوارق الاجتماعية". وعلى المستوى الإفريقي، سجل السيد الكلاوي أن المملكة المغربية واكبت مسلسل الانتقال الديمقراطي في العديد من الدول الإفريقية وساهمت في تدعيم استقرارها من خلال تعاون ناجع في المجالات الحيوية من أجل تنميتها المستدامة. واعتبر أن إفريقيا شكلت على الدوام أحد مجالات العمل المفضل لدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يعمل على تعزيز الروابط العريقة مع شعوب القارة ونسج علاقات مباشرة مع نظرائه الأفارقة، في أفق إعطاء العلاقات المغربية الإفريقية بعدا جديدا، مترسخا في الاحترام المتبادل ويتسم، على الخصوص، بطابع تضامني.