قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الأردني بلال الصباح إن الأيقونة العالمية والرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا، الذي توفي مساء أمس الخميس عن سن 95 سنة بمنزله بجوهانسبورغ، كان "ممتنا للدعم الذي قدمه المغرب خلال فترة محاربة نظام التمييز العنصري". وأكد بلال الصباح، الذي يشغل أيضا رئيس تحرير البوابة الالكترونية (المورد الإفريقي) التي يوجد مقرها بجنوب إفريقيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب التاريخي (1994) لنيلسون مانديلا، أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، شكل فرصة ملائمة للإشادة وإبراز "الدعم المتواصل للمملكة المغربية للمناهضين لنظام التمييز العنصري".
وذكر الكاتب الصحفي الأردني أن نيلسون مانديلا أشاد في هذا الخطاب بجلالة المغفور الحسن الثاني، الذي كان، كما قال، من بين القادة الأوائل الذي قدموا الدعم المالي لحركة المؤتمر الوطني الإفريقي التي كانت تحارب نظام التمييز العنصري في الوقت الذي كان فيه رئيسها نيسلون مانديلا يقضي عقوبة السجن المؤبد في سجون جنوب إفريقيا.
كما ذكر الصباح أن مانديلا عرف كيف يحذر مناضلي حركة المؤتمر الوطني الإفريقي من أي "طريق سهل للانتقام الذي يهدم ولا يبني".
وأضاف أن مانديلا "لم يفصل أبدا بين مصيره الشخصي ومصير شعبه وحركته التحررية، المؤتمر الوطني الإفريقي. وهذا التعايش بين زعيم استثنائي والحركة الجماهيرية مكن من فهم الطبيعة الخاصة للثورة الجنوب إفريقية".
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعث برقية تعزية ومواساة لرئيس جنوب إفريقيا السيد جاكوب زوما على إثر وفاة نيلسون مانديلا، أشاد فيها جلالة الملك بالخصال الأخلاقية العالية لهذا القائد الفذ، الذي كان رمزا للسلام، وبشجاعته السياسية، حيث سيسجل له التاريخ كفاحه ضد العنصرية والميز، ونضاله من أجل بناء جنوب إفريقيا جديدة.
كما وجه جلالة الملك "تحية إكبار لروح رجل دولة استثنائي، حظي بحب شعبه، وباحترام العالم بأسره، تقديرا لنضاله المستميت ضد جميع أشكال التمييز العنصري والفوارق الاجتماعية".