ثمنت جمعية (سلا المستقبل) إطلاق برنامج التأهيل الحضري، داعية إلى صياغة برنامج تنموي مندمج لسلا الكبرى. وعبرت الجمعية، في بلاغ أصدرته عقب اجتماع مكتبها التنفيذي أول أمس الخميس خصص لبرنامج التأهيل الحضري، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس بسلا يوم الأربعاء الماضي، عن اعتزازها بهذه العناية الملكية، باعتبارها التفاتة سامية تندرج في إطار توجيهات جلالته لتطوير النسيج الحضري لمدن المملكة بشكل متناسق ومتوازن، وتحقيق جودة العيش وشروط التنمية المستدامة بالمدن المغربية. واعتبرت الجمعية أن هذه المبادرة السامية تبرز الاهتمام الموصول الذي يوليه جلالة الملك لمدينة سلا العريقة، بهدف الحفاظ على موروثها التاريخي، وتحسين إطار عيش ساكنتها، وبعث دينامية جديدة في قاعدتها السوسيو-اقتصادية. وأكدت أن هذه الانشغالات ميزت تدخلات وعمل جمعية (سلا المستقبل) منذ تأسيسها قبل عشر سنوات، حيث توجهت عبر أنشطتها وبرامج عملها نحو تدعيم الحكامة المحلية في تدبير الشأن المحلي، وتقديم المقترحات لمعالجة الإشكاليات المرتبطة بتنمية حاضرة سلا وأحوازها، واتخاذ مبادرات ميدانية لترسيخ المقاربة التشاركية، والاعتناء، على الخصوص، بذاكرة المدينة وقضايا التعمير والتراث والموروث الثقافي والمؤهلات السياحية. وأوضحت أن "مرجعية هذا الاهتمام ترتبط بأهداف الجمعية التي تأسست لتكون قوة اقتراحية فاعلة في بناء التنمية المحلية لمدينة سلا، بما يتلاءم مع تراثها التاريخي وعمقها الحضاري ورصيدها الثقافي، وبما يتجاوب مع مجالها الجغرافي وتطورها الديمغرافي وموقعها الإداري، وبما يجعلها قادرة على مواجهة السلبيات المتراكمة وتجاوز الاختلالات البنيوية التي تشوب مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والثقافية والبيئية والأمنية والرياضية، وبالتالي ربح رهان التنمية وتحسين ظروف عيش الساكنة". وسجلت الجمعية أهمية توقيع اتفاقية شراكة لتأهيل مدينة سلا، وحيوية برنامج المحاور التي تشمل تأهيل المدينة العتيقة، وترميم المآثر التاريخية، وتأهيل الفنادق والإقامات ومعالجة الدور الآيلة للسقوط، وتهيئة الكورنيش والطريق الساحلية، وتأهيل المداخل الطرقية، ثم معالجة البنيات والتجهيزات بالأحياء الناقصة التجهيز، وهي برامج تهم مجالات التنمية البشرية، السكنى وسياسة المدينة، الصناعة التقليدية، النسيج الحضري، الموروث الثقافي ثم المآثر التاريخية. كما دعت إلى إدراج التأهيل الحضري لسلا في إطار تصور شمولي مندمج، يأخذ بعين الاعتبار التكتل السكاني الممتد من جماعة أبي القنادل شمالا إلى جماعة عين عتيق جنوبا (عمالة الصخيراتتمارة) وجماعة سيدي علال البحراوي شرقا (إقليمالخميسات)، بما يتيح إبراز وظائف مختلف مكونات هذا النسيج، ويبرز القيمة المتميزة إلي ستحتلها سلا في برامج التنمية الشمولية، وفي علاقاتها بهذا القطب العمراني المتكامل.