أينما وليت وجهك فتم جماعة السفهاء يشترون الضلالة ويخاطبون الناس ليا بألسنتهم مما ظاهره التوقير وباطنه تحقير وطعن في الدين ، يتجلببون برداء المكر والخداع ، يمشون بين الناس واعظيهم بالحداثة ، منهم من يطلق عليه مفكر هذا الزمان يود لو يمكن له أن يصعد منابر المساجد ويخطب في الناس بما يحرف الحق إلى الباطل والكلم عن مواضعه، ولو أن ذاك الكاهن الذي يتباكى ورفيقه الأكحل التعيس لم تطأ أقدامهم مسجدا في حياتهم ، فتحليلهما كتحليل النطيحة والمتردية وما أكل السبع وأصحاب البلاهة. حقيقة لم أتقزز في شيء من حياتي مثلما أتقزز من الجهالة والحماقة فلكل داء دواء يستطب به إلى الحماقة أعيت من يداويها، فمتى كان الحاقد المنافق يريد خيرا للبلاد والعباد وهو الذي يسب الدين ويصف الجميع بالمنافقين عربا أو أمازيغيين ، وكيف يريد العتل الزنيم تخليص العقل العربي من سلطة التقليد وهو المقلد القرد رقم واحد لأذناب بني علمان. إن هؤلاء ومن تبعهم بسوء من الأعداء الراصدين المتميعين لا يتوقفون عن إرهابهم الفكري ونفث سمهم وخبثهم على المجتمع، ويريدون تخريب المرأة وإرجاعها إلى الزمن الجاهلي، فهؤلاء إرهابيون متطرفون سقطوا سهوا من جاهلية مازالت رواسبها تسير بين ظهرانينا في هذا المجتمع المسلم ، فأذناب بني علمان وأخلاء الشيطان لا يتجشم أحدهم لقراءة المعركة التي خاضها المنهج الرباني لتحرير البشر من عبودية البشر وتكريم المرأة باعتبارها قائدة المجتمع تقود خطاه في المرتقى الصاعد ، من السفح الهابط إلى القمة السامقة..خطوة خطوة،و مرحلة مرحلة بين تيارات المطامع والشهوات والمخاوف والرغائب، وبين أشواك الطريق التي لاتخلو منها خطوة واحدة , وبين الأعداء المتربصين على طول الطريق الشائك. لا يختلف اثنان في أن كرامة المرأة من الإسلام وعزتها في الإسلام، ولكن عند بني علمان العكس حاصل والبون شاسع ، فإذا جادلت متحذلقهم بالدليل والبرهان يرد عليك بما رواه نتشه وديكارت ويضيف أن القرآن مجرد تراث ولا حقيقة ثابتة فيه، ويزيد آخر في سفهه ويقول سمعنا وعصينا ويجادل بغير حجة ولا كتاب إلا هذيان أفلاطون ومن والاه.
هؤلاء الإرهابيون يفجرون جهلهم بين الناس بقنابلهم الموقوتة ولا يعرفون أن الإسلام هو منهج الحياة الوحيد الذي يتحرر فيه البشر من عبودية البشر لأنهم يتلقون التصورات والمبادئ والموازين والقيم والشرائع والقوانين والأوضاع والتقاليد من عند الله سبحانه فإذا أحنو رؤوسهم فإنما يحنوها لله وحده، وإذا أطاعوا الشرائع فإنما يطيعون الله وحده ، وإذا أخضعوا للنظام فإنما يخضعون لله وحده ، ومن تم يتحررون من عبودية العبيد للعبيد ، حين يصبحون كلهم عبيدا لله بلا شريك ،وهذا هو مفرق الطريق بين بني علمان وبين الإسلام. وإذا دققنا في الإرهابيين العلمانيين أن المنهج الذي يعتنقونه يأخذ الشرائع والقوانين عن بشر مثلهم ،وتلك هي عبودية البشر للبشر حيث يتعبد بعضهم بعضا باسم الحداثة التي تستهدف غرضا معينا يتوخى تحقيقه بشتى الوسائل ، من زيف وانحراف، وخسة والتواء. ومن جملة الحقائق للأذناب ودسائسهم أنهم شواذ يؤسسون الجمعيات ويؤثثونها بفريق من المطلقات والعانسات العاهرات لمد جسور تخريب المرأة تحت شعار الدفاع عن حقوقها وكرامتها ، ويتباكون في القنوات والإذاعات وعلى صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية أن الإسلام لم يعط المرأة حقها.
ولا غرابة في ذلك لأنهم يجهلون كل الجهل أن الإسلام الذي عنه يتحدثون أعطى للنساء حقوقهن واستنقذهن من عسف الجاهلية وتقاليدها الظالمة المهينة ، فصان كرامتها وحفظ كيانها ودعا لإنصافها وإعطائها حقوقها التي فرضها الله تعالى كالميراث وإحسان العشرة والمهر، وهذا الأخير ليس أجرا ولا ثمنا كما يفهم العلمانيون وإنما هو عطاء يوثق المحبة ويديم العشرة ويربط القلوب. بنو علمان الإرهابيون يستعبدون المرأة ويعتبرونها مجرد جسد، لكن الإسلام الذي لا يعرفونه نظم العلاقات الزوجية وبين أنها ليست علاقة جسد وإنما علاقة إنسانية، ومعنى القوامة للرجل التي لا يفهمون هي قوامة نصح وتأديب كالتي تكون بين الراعي والرعية.
إن مجتمع العلمانية الجاهلي والإرهابي يضع المرأة موضعا غير كريم ويعاملها بالعسف والجور في كل أدوار حياتها ، يخرجها للعمل كنادلة في المقاهي والمطاعم ويستخدمها في الإشهار والإغراء ، ويشيد لها بيوت الدعارة لتشتغل بها وتبيع لحمها ببخس الأثمان، والكثير من الفتيات القاصرات أما الإعداديات والثانويات حولن رضاعتهن التي كانت من زجاج وبلاستيك إلى رضاعة أخرى من لحم ودم، وسببهم في ذلك إرهابيون علمانيون ، وتزيد عبودية بني علمان أكثر فأكثر باتخادهم لفتيات خليلات يتخدونهن جوارب يستبدلوهن كيفما شاؤو باسم الانفتاح والتحضر ويسوقوهن كالبهائم ليفعلن ما يؤمرن به.
وإن فريقا من الجمعيات الحاقدات على السيدات الطيبات لا يوقفن معاركهن الحقيرة لتهديم قاعدة المجتمع ، ويتاجرون بهموم ومشاكل صنعوها بأنفسهم للمرأة، ليأخدو في مقابلها أموالاحققت لهم ثراء، فكم من جمعيات أصبح أصحابها أثرياء لأنهم ساهموا في تخريب المرأة. إن كل الذين يدعون الحداثة يحاولون جاهدين لطمس ملامح الإسلام الوضيئة الجميلة، ويلبسون قناع الحذلقة الجوفاء ، والتظرف المائع، والمثالية الفارغة, والأمنيات الحالمة التي تصطدم بفطرة الإنسان وملابسات حياته ، ثم تتبخر في الهواء..