وجدت دراسة بريطانية جديدة أن نوبات العمل الليلي التي تسبب تبدل مواعيد النوم تعطل الإيقاع اليومي للجينات، حيث تتبع بعض الجينات دورات النوم واليقظة الطبيعية، ويتم تنظيم عمل هذه الجينات من خلال الساعة البيولوجية للجسم. وقال مؤلف الدراسة الدكتور ديريك جان دارك أستاذ علم وظائف الأعضاء ومدير مركز أبحاث النوم: "يساعدنا هذا البحث على فهم النتائج السلبية المرتبطة بورديات العمل الليلي، وأثر السفر بالطائرة والانتقال إلى منطقة ذات توقيت زمني مختلف على إيقاع عمل الجينات". ويرتبط العمل الليلي مع عدد من المشاكل الصحية، ويصفه البعض بأنه "مسرطن بشري محتمل" بسبب وجود أدلة تربط بين هذه المجموعة من المشاكل الصحية وأمراض السرطان. وكانت دراسة سابقة قد أشارت إلى أن ورديات العمل الليلي التي تستبدل مواعيد النوم تؤدي إلى زيادة ارتفاع السكر في الدم، وأشارت أخرى إلى تأثيرها على زيادة مخاطر النوبات القلبية، وربطت دراسة أخرى بينها وبين زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء. شارك في الدراسة البريطانية الحديثة 22 شخصاً طلب منهم تمضية وقت في منطقة لا تخضع لدورة الضوء والظلام الطبيعية، وتم تصميم البرنامج الزمني لليوم في هذه الظروف بحيث تبلغ عدد ساعات اليوم 28 ساعة، مما أدى إلى تأخير دورة النوم 4 ساعات يومياً. وبفحص عينات دم المشاركين وجدت النتائج انخفاضاً بمقدار 6 أضعاف في عدد الجينات التي تتأثر بالساعة البيولوجية. وقال الباحثون إن الجينات التي تأثرت تشير إلى وجود اضطراب كبير في العمليات البيولوجية. حيث تضررت الجينات المسؤولة عن شفرة الحمض النووي والسيطرة على سلوك الخلايا. وتوصلت نتائج البحث إلى أن 97 بالمائة من الجينات التي تتأثر بإيقاع الساعة البيولوجية يصبح نشاطها متزامناً مع التوقيت الخاطئ عند استبدا مواعيد النوم، ويفسر ذلك لماذا نشعر بمشاعر سيئة واضطراب عند قيامنا برحلات جوية طويلة أو إذا كان علينا العمل خلال نوبات ليلية مستمرة.