مُتابعة : عبد الرحيم القاسمي لا يختلف إثنان في كون عناصر فريق الرجاء الرياضي البيضاوي قدَّمت خلال منافسات كأس العالم للأندية التي إحتضنها المغرب مابين 11 و 21 دجنبر المُنصرم عروض مقنعة أكدت من خلالها أنه لا خوف على مستقبل الرجاء البيضاوي المقبل على منافسات دوري أبطال إفريقيا والبطولة الوطنية. وبشهادة المتتبعين للشأن الرياضي المغربي،ممن خبروا خبايا اللعبة ، فإن الرجاء أبدع وتألق وأعاد كرة القدم المغربية إلى الواجهة العالمية بعد تتويجه وصيفاً لبطل العالم للأندية رغم خسارته أمام العملاق الألماني بايرن. ونجح فريق الرجاء الذي كان في مستوى التطلعات والآمال التي عُقدت عليه كممثل المغرب والعرب والقارة الإفريقية في هذه المسابقة ، في تتويج مسار متميز قهر خلاله أعتى وأعرق الأندية العالمية وفي مقدمتها فريق أتليتيكو مينيرو (بطل أمريكا الجنوبية) بفوزه عليه 3 - 1 في مباراة نصف النهاية الثانية ، بعد أن تفوق بهدفين لواحد على فريقي أوكلاند سيني النيوزلندي (بطل أوقيانوسيا) في مباراة السد، و إف سي مونتيري المكسيكي (بطل الكونكاكاف - أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) في دور ربع النهاية. وعندما أبدع وتألق النسور الخضر ومعهم الجمهور المغربي المُتعطش للإنتصارات ،جاء التقدير من ملك البلاد محمد السادس الذي شرَّف الخُضر ومعهم الجمهور العريض بأن سجل حضوره الشخصي في المقابلة النهائية ومعه أفراد من الأسرة الملكية الشريفة ،ولم يكتفي العاهل المغربي بهذه المبادرة فحسب بل قدم دعوة شفهية للاعبين ومسؤولي النادي لأجل حفل إستقبال بالقصر الملكي بالدار البيضاء. وبالفعل تم الإستقبال يوم الثلاثاء 24 دجنبر ،وخلاله وشح جلالته لاعبي ومسؤولي النادي بأوسمة ملكية شريفة تقديراً منه للإنجاز التارخي الذي حققه الفريق ،وبنفس المناسبة تفضل جلالة الملك بمنح نادي الرجاء الرياضي قطعة أرضية ،كهبة شخصية ، وذلك لتوفير ملاعب للتدريب وفضاءات للتكوين ، خاصة بالنسبة للفئات الصغرى ، تجسيداً للعناية الخاصة التي يوليها جلالته لتكوين هذه الفئات ، والتي يعتبرها الدعامة الأساسية لفرق المستقبل. ومما لا شك فيه أنه قُبيل الإستقبال الملكي ،اتفقت مُكونات النادي على عدم التقدم بأي طلبات شخصية للملك ،وأن الطلب الذي سيقدمه النادي له علاقة بالضريبة المفروضة عليه والتي تقدر بحوالي 2 مليار سنتيم. وإذا كان الأمر كذلك فهل يعني هذا أن اللاعب السابق للمنتخب صلاح الدين بصير خرق الإتفاق ؟ لقد أقر اللاعب في تصريحات خص بها صحف مغربية أنه بالفعل قدم طلب للملك من أجل الحصول على أرض بضواحي البيضاء مُبرراً ذلك " بأنه أمر شخصي بين ملك البلاد المعروف بكرمه وأحد رعاياه الأوفياء" وهنا أتساءل كيف لهذا الشخص أن يتنازل عن "الكريمة" التي منحه إياها الراحل الحسن الثاني سنة 1998 ؟ والغالب على الظن أن هذا الطلب الشخصي لبصير أزعج كثيراً رئيس النادي ،مما عجل في إتخاد قرار تجميد عضويته بالمكتب المُسير للرجاء البيضاوي. وعلى ما يبدو فإن المكتب المُسير للرجاء عاش أمس الجمعة حالة إرتباك كبيرة ،إذ أصدر بيان مُقتضب على الساعة 16:54 جاء فيه " فوجئ المكتب المسير لنادي الرجاء الرياضي بكم الإشاعات التي تحوم حول النادي وآخرها خبر عن انفصال الرجاء عن صلاح الدين بصير، وإذ يأسف النادي لنشر أخبار غير صحيحة فإنه يؤكد أن صلاح الدين بصير مازال يمارس مهامه بشكلٍ عادي على رأس لجنة المتابعة التقنية والشباب لكل فئات الفريق". الساعة 22:29 صدر بيان ثانٍ مناقض للأول وجاء فيه "بعد الدراسة و البحث قرر السيد محمد بودريقة رئيس نادي الرجاء الرياضي تجميد عضوية صلاح الدين بصير بالمكتب المسير للنادي". وقد يهون الخَطبُ لو اقتصر الأمر على هذا "الجشع الشخصي" الذي أشرنا إليه سلفاً ،بل إن أخباراً متواترة تنتشر كالنار في الهشيم على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي تذهب الى القول أن ثمة طلبات قدمت للملك لأجل الحصول على " كريمات" ، وهو ما دفع بجهات عليا الى الإتصال برئيس النادي لإستفساره عن بعض المعلومات الخاصة ببعض اللاعبين الأمر الذي خلف صدمة لبودريقة. والفضيحة الكُبرى التي لا شك سيكون لها ما بعدها هي "الكذب" على الملك أثناء حفل الإستقبال فقد كشفت مصادر موثوقة أن جهات عليا تُباشر التحقيق في الصفة التي قدِّم بها مستشار بودريقة رشيد البوصيري إلى الملك محمد السادس والذي استحق عليه وساما ملكيا من درجة فارس. فحسب المصادر نفسها، فإن رشيد البوصيري تم تقديمه إلى الملك باعتباره رئيسا للجنة التقنية للفريق ، وعليه فقد تم توشيح بالوسام الملكي ، في حين أن الوثائق الرسمية المودعة لدى السلطات المحلية تشير إلى أن صلاح الدين بصير هو رئيس اللجنة ،وهذا ما أكده الأخير لأحد الجرائد الالكترونية المغربية. فهل أيام السمن والعسل انتهت وجاء دور الحسابِ ودفع الثمنِ ؟؟