كالفان فيليب السرفاتي جاك هنري سومير باتريك دونيس فينيت برنار إرنيست مينيك رولف هانس نييس، وأخيرا جيرجيس العجوز الذي اشترى طفلا مغربيا بعشرين ألف أورو ليمارس عليه شذوذه... وهلم أسماء أعجمية تعددت واختلفت حروفها، لكنها توحدت تحت مظلة الشذوذ وعدمية الضمير والأخلاق، وافتقاد الحس الإنساني النبيل والقيم الإنسانية الراقية التي تحجز بني الإنسان عن السقوط المدوي في هاوية الوحشية ودركها الأسفل. هؤلاء العجائز المتصابون لم يجدوا غيرك أيها الوطن ليرتعوا في أعراض أبنائك وبناتك وينفثوا حقدهم الذي أستحيي أن أسميه صليبيا وسمومهم غير عابئين بنداء الضمير والأخوة الإنسانية اللذين يحرمان العدوان ضد الآخر، الذي يبقى عند ذوي الفطرة السليمة " أنا " تعكس الذات التي تأبى المساس به مهما كانت الأحوال والظروف. قبلنا على مضض أن ينتهكوا حرمتك الاقتصادية والسياسية والتاريخية أيها الوطن، وسلمنا مغلوبين مقهورين بعدوانهم، لأن الحاجة أفقدتنا القدرة على المقاومة وجعلتنا نسلم بالأمر الواقع في ظل شريعة عالمية تتأسس على منطق الغابة المبني على منح المشعل للأقوى وإذلال الضعيف الخائر القوى ليزداد الأول جبروتا وطغيانا، ويستمر الثاني متدحرجا إلى قاع صفصف أرضيته مبلطة بإسمنت الانكسار والإذلال والهوان الذي لا يبقي ذرة كبرياء واحدة ولا يذر... لكن لا نقبل على الإطلاق والاستغراق أن يستغل هؤلاء الشواذ فقر أبنائك وبؤسهم، فيتسللوا على حين غفلة من العيون التي تنام ولا تنام ليندسوا في أسواق النخاسة، ويسروا أعراض فلذاتهم بضاعة بعد أن يشتروها منهم بدولارات معدودات يحسبها البائعون نهاية العد لفرط فقرهم المركب وجهلهم المطبق. قديما قالوا: من يحمل في يده مطرقة يرى المكان كله مسامير، وهذه حكاية سليلي الحضارة الغربية العريقة، أو جزء منهم من باب الإنصاف وتجنب التعميم، من المرضى الذين يحملون شذوذا غريبا مخالفا للفطرة الإنسانية السليمة، فلا يرون وهم يولون وجوههم قبل الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط إلا أجسادا رخيصة تحت الطلب، ليس لها من الأمر شيء سوى أن تكون رهن إشارتهم وإشارة نزواتهم الطائشة، حتى إن كذبوا نظرهم وقرروا العودة إلى رشدهم قالت له مهرجاناتنا وعلبنا الليلية: الحق مارأت أعينكم، فاجتازوا الحدود بلا جواز، واتركوا لجوارحكم المريضة أن تصول وتجول في جسد هذا الوطن المنهك المتعب المثخن بالجراح. كلا أيها الوافد المريض، لقد خدعوك وموهوك، فأنت في حضرة أرض سطرت أعظم ملاحم العز والكرامة، وخطت بدماء أبنائها الطاهرة سبيل الحرية، واسأل أجدادك وآباءك يخبروك بالخبر اليقين عن شعب لم يقهر وأبى أن ينكسر أو ينحني لجبروت ظلمهم الذي بلغ عنان السماء دون أن ينال من إرادتهم قيد أنملة، ولسان حالهم يقول: يهون علينا أن تصاب جسومنا وتصان أعراض لنا وعقول فلتبحث لك عن أرض أخرى، وإن أردت طريق العناد والاستمرار في الغي فاعلم أن لعنات هذا الوطن ستطارك أينما حللت وارتحلت، لقد قال فيكم المفكر الوجودي جان بول سارتر منتقدا نزوع أجدادكم الاستعماري حينما كانوا يعضون على المستعمرات بالنواجذ، ويرفضون التسليم بالواقع ومنحها استقلالها: "" لقد كانت فرنسا اسما لبلد، فحذار أن تصبح اسما لمرض من أمراض العصاب ""، ونحن نقول لكم قياسا على هذا الكلام: "" لقد كانت أوربا اسما لقارة، فحذار أن تصبح اسما لداء اسمه التسلط على الشعوب وخدش كرامتها وقهر أبنائها واستحياء نسائها.
إليكم أيها الراقصون على جراحنا، لا تمنوا النفس في سيرورة دائمة لإرهابكم الجنسي وإجرامكم البيدوفيلي، فعما قريب سيصحو ضمير الشعب ويعود إلى أصله، لأنه تربى قرونا طويلة على العزة والكرامة والأنفة ودحر الغزاة المعتدين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال للخلف أن يستمروا منبطحين، إنما هي غفوة سيتبعها نداء ندبة واستغاثة "وا للمغرب" ليقوم الجميع منتصبين ملبين النداء المقدس بعبارة واحدة: لبيك لبيك وطني.