هم في الأصل ليسوا ضعفاء،وإنما استُضعفوا زمنا طويلا،حتى أصبح الفراعنة والجبابرة والقياصرة الحاكمون ،يظنون هؤلاء الضعفاء لا يقوون على رفع رؤوسهم،فكيف يقوون على زلزلة عروشهم،وقهر جيوشهم؟ لقد اكتشفت جموع الشعب أن ضعفها، مجرد خدعة انطلت عليها ،حين سلمت مقاليد أمرها لحاكم ظالم ،لا يرعى في أبناء شعبه إلا ولا ذمة.لقد وصلت إلى حقيقة مفادها أنها قادرة،باتحادها واستماتتها في المطالبة بحقوقها ،على قهر حاكمها/ظالمها،واسترجاع كرامتها،وكتابة أروع فصول تاريخها،بإرادتها هي لا بإرادة غيرها. 1- الباطل زائل والحق باق إن جولة الباطل، مهما طال واستطال ساعة.وجولة الحق،مهما خُذلَ ونُكِّل بأهله،إلى قيام الساعة.ليس لأن عمر الباطل على هذه الأرض قصير،وليس لأن البشرية تنعم بنعمة الحق فترات أطول.ولكن لأن الباطل مهما بلغت سطوته،واستمرت شوكته،هو دائما يجد له مكانا في الواقع قهرا وعتوا،ولا يجد له مكانا في الأنفس والقلوب والعقول والأفهام.فوجوده ،غير المرغوب فيه من طرف كل الناس الأسوياء،يجعله وجودا يساوي الغياب.واستمراره ،في ظل كراهية الناس له،كأنه انقطاع وتوقف. أما الحق ،وإن قل ناصره وانهزم أهله،فهو مركوز في الفطرة السليمة،وكل البشرية بفطرتها النقية هي مع نصرة الحق والضرب على أيدي الظالمين.فهي ، وإن سلَّمت بالأمر الواقع ، لا تطرد طيف الحق من خيالها،ولا ترضى بالباطل ،رغم سلطته وجبروته وصولجانه. إن كل من حكم بالقيد والنار،يعرف أن حكمه في نهاية المطاف،شاذ وغير مرغوب فيه.ويعرف أنه بقدر بطشه وتجبره وظلمه لا يزيد الناس إلا شوقا للحق والعدل والحياة الكريمة.ولذلك فإنه يسعى إلى مسخ فطرة المحيطين به،فيشتري ولاءهم بالمال والمناصب وبكل المغريات والشهوات التي تجعلهم خدما طائعين وعبيدا خانعين.والذين من حوله،حرصا على مصالحهم الدنيوية ومنافعهم المادية،يسلكون الطريق نفسه،ويتعاملون بالأسلوب نفسه مع من هم تحت إمرتهم.وهكذا تتسع الدائرة وتستحكم حلقاتها إلى آخر عون في جوقة السلطة الحاكمة.فيبدو المشهد كما لو أن الناس راضون على ما هم فيه،لأن المستبد يسخر وسائل الإعلام وسدنة الهياكل ورجال الأعمال لخدمة مشروعه السلطوي. ومع ذلك فإن حبل الظلم قصير،والقانون الذي صاغه أبوالقاسم الشابي شعرا،هو قانون صحيح وصالح ،وأثبتت الشعوب العربية في مصر وتونس قدرتها على استثمار هذا القانون لمواجهة الدكتاتورية وإن في خريف عمرها.وقد كتب لهذا القانون أن يصبح شعار كل الشعوب العربية مع نهاية سنة 2010 وبداية سنة 2011 : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر لكن السؤال : هل هناك شعب لا يريد الحياة ؟ وإن كان فعلا لا يريدها فما آية ذلك ؟ وما هي الأسباب الظاهرة والكامنة التي تجعل شعبا ينصرف عن الحياة أي يرضى بالموت ؟ 2- الشعوب بين الاستمرار البيولوجي وإرادة الحياة ليس المقصود بالحياة الاستمرار البيولوجي ،ولكن الحياة الكريمة التي يتاح فيها لكل فرد من المجتمع أن يتمتع بحقوقه كاملة،وتكون له كينونته المستقلة ،وتُكفلُ حريته وكرامته بكل الضمانات.ولا أمل في حياة كهذه إلا بالخلاص من الظلم والتسلط والقهر،سواء كان ظلما من سلطة سياسية حاكمة،أو ظلما من قوة غازية غاشمة.ولذلك حذر القرآن من الاستبداد،أي استبداد وعواقبه الوخيمة. ( فقد ورد ذكر فرعون، كرمز للاستبداد السياسي والسلطة، 74 مرة في القرآن، وتحدثت عنه الآيات أكثر مما تحدثت عن الوضوء والإرث والصدقات والزواج والطلاق والحج مجتمعة، مما يدل على أهميته، وعلى أهمية أن نفهم أن هذه الظواهر والقصص لم تأت لمجرد تسلية النبي صلى الله عليه وسلم كأحداث تاريخية ثم تسجيلها بعد وقوعها. فالقصص القرآني جاء من الإمام المبين، أي من قوانين مفتوحة قابلة للتصريف، بدلالة قوله تعالى (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب، ما كان حديثا يفترى...) – يوسف 111-.)أنظر http://shahrour.org/?page_id=589 ففي بداية الأمر كان استبداد فرعون سياسيا ،مدعوما باستبداد اقتصادي ديني.لكن شيئا فشيئا، تحول هذا الاستبداد إلى ألوهية "حقيقية" في حس فرعون ،(وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين) (القصص 38). ولأن الكهنة والسحرة كانت لهم كلمتهم في مملكة فرعون،فقد نفثوا في روعه،أن نهايته ستكون على يد واحد من بني إسرائيل الذين يستعبدهم ويخضعهم بقوته وجبروته.وهنا كان الحل هو إفناء هذا الشعب بكامله،أي سلبه الحياة مرة واحدة.إن الرضا بالاستبداد،هو تنازل عن الحياة الكريمة الحقيقية واقتناع بالاستمرار لمجرد الاستمرار.لكن رغم أن الشعب الإسرائيلي،وكل شعب من بعده،رضي بالاستمرار البيولوجي ،على ما فيه من مذلة وانتهاك سافر لآدمية الإنسان وكرامته،فإن فرعون لم يقبل بهذا الاستمرار إلى الأبد، لأن فيه تهديدا له ولسلطانه الموهوم وألوهيته المزعومة.فكانت الفكرة الجهنمية (وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك، قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون) –الأعراف 127 لكن شاءت إرادة الله أن يكون موسى، الطفل الضعيف الذي نجا من الموت بأعجوبة،هو من سيدق آخر مسمار في نعش فرعون، ذلك الظالم المتأله والمتجبر ظلما وعدوانا. واليوم يتكرر سيناريو سقوط المستبدين الظالمين،وتشاء الأقدار أن يسقطوا بأيدي شباب وأطفال ضعفاء، ليس لهم من أسباب القوة إلا إرادتهم وعزيمتهم وصدورهم العارية. لطالما رددنا تلك المقولة التي حفظناها عن ظهر قلب : التاريخ يكتبه الأقوياء .وسواء كان القصد أن هذه هي الحقيقة أي أن التاريخ من صنع الأقوياء،وبالتالي هم من يكتبونه.أو كان القصد التشكيك في التاريخ ،ورد كثير من أحداثه، لأن الأقوياء هم من كتبوه، وبالتالي فهو لا يعكس الحقائق والأحداث التي وقعت،وإنما يتبث وجهة نظر الأقوياء وحدهم،ويضرب صفحا عن وجهة نظر الضعفاء الذين لم يتسن لهم أن يقولوا كلمتهم .في كلا الحالتين،فإن هذه المقولة لم تعد بديهية لا يمكن ردها أو مناقشة مدى صحتها.فقد أثبتت الثورات العربية الأخيرة،كما أثبتت ثورات أخرى من قبل،أن الضعفاء الذين يزلزلون عروش الجبابرة والقياصرة،قادرون على كتابة التاريخ وفق منطقهم وإرادتهم وخياراتهم ... ولو بدمائهم. 3- أيقونات الثورات العربية وكتابة التاريخ لا يتسع المقام للوقوف عند كل الأسماء التي طبعت مسيرة الثورات العربية الأخيرة،لكن أستطيع الجزم أن جل هؤلاء الأبطال هم من " الضعفاء" بمعنى من المعاني ،فهم من الطبقات الفقيرة وفي أحسن الأحوال من الطبقات الوسطى . وهم "ضعفاء" لأن أصواتهم كانت مغيبة وحقوقهم كانت مهدورة. وهم "ضعفاء" لأن لا أحد من خارج دائرتهم الضيقة سمع بهم أو عرف عنهم شيئا.وهم "ضعفاء" لأنهم لم يكونوا يملكون أسلحة متطورة ولا أموالا يشترون بها ولاء من يملك أسباب القوة،بل كل سلاحهم عزيمتهم وصدورهم العارية.فهو ضعف مركب وظاهر.فكيف كتبوا التاريخ إذا بكل هذا الضعف المبين؟ إن الفضل يعود ،بعد عون الله وتأييده،إلى وسائل الإعلام والتواصل الحديثة .إن نظم الاستبداد لم يعد في وسعها أن توجه الرأي العام إلى حيث تريد هي كما كان الأمر من قبل.وهو شرخ كبير أصاب هذه النظم في مقتل.فمن يملك الإعلام يملك العقول والأذواق والولاء أحيانا.لقد أصبحت مقولة جوبلز: أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس!!. آية مقدسة في كتاب الدكتاتورية المصون.لكن زماننا غير زمان جوبلز،ووسائل إعلامنا تطورت كثيرا،ومنسوب الوعي ارتفع بشكل ملحوظ.وهنا نقطة ضعف كثير من الدكتاتوريات،فهي لا تؤمن أو لا تريد أن تتعامل مع التطور الحاصل في عقول الناس ووعيهم،وفي وسائل التواصل ،وفي آليات التعامل مع الخطاب الإعلامي الصادر عن النظم المستبدة. لقد أبان النظام المصري ،ولعل النظام السوري استفاد منه في هذ الجانب،عن ضيقه بوسائل التواصل والقنوات الفضائية المناصرة للثورة أو التي تقف على الحياد أيضا.وهكذا عمد عند انطلاقة شرارة الثورة إلى وقف اعتماد مراسلي القنوات المغضوب عليها،وفي مقدمتها قناة "الجزيرة" كما عمد إلى وقف خدمات الأنترنيت.كان يخطط لقتل الحقيقة في مهدها،لكن الشباب كانوا أكثر إبداعا،وأكثر إقناعا،وأسرع من كل قنوات النظام إلى تبليغ صوت الثورة إلى كل العالم.فلجأ هو،النظام البالي إلى أساليب العنف القديمة،بعدما استعصى عليه الزج بالجيش في معركة خاسرة،ولم يجد بدا من حشر الخيل والبغال والجمال في معركته المصيرية. كل الشباب العرب الذين شاركوا في الثورات والانتفاضات العربية لمواجهة الأنظمة المستبدة، هم فعلا أيقونات لهذه الثورات،عرفناهم أم لم نعرفهم،تبينا ملامحهم أم لم نتبينها ،احتفلت بهم وسائل الإعلام أم لم تحتفل.والنماذج التي سوف نوردها في عجالة هي تلك التي كتب لها القدر أن تكون بتضحياتها الفردية،في لحظة زمنية متميزة،وقود الثورة الذي استضاء به الآخرون كي يكملوا مشوار الثورات المباركة حتى المحطة الأخيرة.والذين تعثرت مسيرتهم،أو عرفت ثوراتهم بعض الانتكاسات بسبب دموية الأنظمة وقمعها الوحشي،مازالوا يقتبسون من هذه الأيقونات ضياء المسير الطويل. محمد البوعزيزي ،أيقونة الثورة التونسية : سيذكر العالم ،والعرب على وجه الخصوص،دكتاتور تونس زين العابدين بن علي وما جناه على تونس هو وعائلة زوجته ليلى الطرابلسي،سيذكرونهم ليسلطوا عليهم كل غضبهم ويصبوا عليهم لعناتهم،لأنهم أرسوا دعائم نظام دكتاتوري بغيض،دفعت تونس تكلفته باهظة من حرية أبنائها وكرامة مواطنيها وتحرر شعبها.لكن سيذكرون أكثر رمزين آخرين،الأول هو الشاعر الكبير أبوالقاسم الشابي،الذي كُتب لشعره أن يكون وقود معركة التحرير ضد المستعمرين في بداية القرن 20،وكتب لهذا الشعر أيضا أن يكون ملهم الشباب الثائرين في القرن 21. أما الرمز الثاني فهو محمد البوعزيزي الذي أشعل النار في جسده،وهي النار التي ألهبت شعور الكثيرين وأيقظت حماسهم الذي فتر،وشحذت عزائمهم التي كلَّت.وهكذا تحول الشاب المتعلم الذي أراد أن يحيا بكرامة،فرضي أن يبيع الخضر بعربته البسيطة،تحول إلى عملاق وقف الرئيس المخلوع أمام جسده المحترق بإكبار وإجلال،لكن الوقت كان قد فات. فتواصل هدير الثورة التونسية، حتى أرغم الدكتاتور العجوز وزبانيته على مغادرة تونس هربا من مصيرهم الأسوإ،لو أصروا على البقاء داخل البلاد. خالد سعيد أيقونة الثورة المصرية : هو شاب مصري،تم إلقاء القبض عليه بموجب قانون الطواريء الذي أطلق أيادي البوليس السياسي المصري تعبث بكرامة المصريين وتنال من حريتهم وشرفهم كيفما يحلو لها.وكل من يعترض أو يناقش يكون مصيره التغييب '' وراء الشمس'' .لقد تجرأ خالد سعيد وسأل مخبري الشرطة عن سبب توقيفه فكان مصيره التعذيب حتى القتل.وهي الجريمة النكراء التي هزت وجدان الشارع المصري،وأضافت جرحا جديدا إلى جراحاته النازفة. وعجبا لحكام العرب وموت إحساسهم وشعورهم،فيكفي أنهم أغرقوا الشعوب في فقر مدقع وأمية مخجلة.ومع ذلك يسلطون جهازهم الأمني ليقضي على كل أسباب التعلق بالحياة،ويقتل آخر أمل في النفس بمستقبل أفضل. لكن دم خالد سعيد،ودم الشهداء الشباب من بعده،لم يذهب هدرا.لقد احتفى الشعب المصري بهذا الشاب احتفاء خاصا.وأنشؤوا صفحة خاصة على الفايسبوك تحت إسم : كلنا خالد سعيد.فكانت،إلى جانب صفحات أخرى،مرجعا للشباب المصري الذي سئم القهر والتسلط والاستبداد،فراهن على عزيمته وصدوره العارية.وها نحن نعيش مرحلة جديدة من تاريخ مصر ،عساها تتوج بالحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية. حمزة الخطيب أيقونة الثورة السورية : لعل قصة هذا الطفل مع الأمن السوري وما يسمى ب "الشبيحة" من أفظع القصص ليس في التاريخ المعاصر فقط ولكن على طول تاريخ البشرية ومعاناتها من صنف الحكام المستبدين إلى درجة القضاء على كل إحساس آدمي بداخلهم.فليس هناك شريعة من السماء،ولا قانون من الأرض يبيح قتل الأطفال،مهما بدر منهم من سلوك.لكن نظام البعث في سوريا،يرى نفسه فوق كل القوانين والشرائع،ولا داعي لحشر الأخلاق في أجندة نظام دموي بنى مجده على جثت الأجداد وأبنائهم وحفدتهم. (حمزة علي الخطيب (أكتوبر 1997 - يونيو 2011) هو طفل سوري من بلدة الجيزة في محافظة درعا ذو 13 ربيعاً وهو أحد ضحايا النظام السوري، خرج من بلدته الجيزة التابعة لمحافظة درعا مع آخرين لفك الحصار عن أهل درعا في سياق الثورة السورية 2011 ضد نظام بشار الأسد ، تم اعتقاله عند حاجز للأمن السوري قرب مساكن صيدا. بعد مدة تم تسليم جثمانه لأهله، و بدت على جسمه آثار التعذيب والرصاص الذي تعرض له حيث تلقى رصاصة في ذراعه اليمنى وأخرى في ذراعه اليسرى وثالثة في صدره وكسرت رقبته ومثل بجثته حيث قطع عضوه التناسلي. ) أنظر : موقع ويكبيديا. إن رصاصة مجنونة لو أصابت طفلا بريئا ،هكذا خطأ،لكانت جريمة لا تعدلها جريمة.فهو تعد على البراءة ونيل من الطفولة.فكيف حين يكون القتل عن عمد؟ وكيف حين يكون قتلا وحشيا بأكثر من رصاصة؟ وكيف حين يعمد القتلة الجبناء إلى التمثيل بجثة طفل لم يتجاوز عمره 13 ربيعا؟ وكيف حين يعمد هؤلاء إلى الأعضاء الخاصة والحميمية كي يبتروها حقدا وضغينة وكراهية ؟ الكلمات غير قادرة على وصف مستوى الجبن والنذالة الذي بلغه جهاز الأمن السوري وفيالق جنده وشبيحته الإجرامية.وسواء نجحت الثورة السورية في بلوغ مرادها أم لم تصل،فإن دم حمزة الخطيب سيبقى وصمة عار في جبين النظام السوري المستبد،وعلى رأسهم الرئيس الذي طالما لعب دور المثقف المفوه.وسيبقى وهج هذا الدم ساطعا ينير دروب الثائرين حتى تحقيق الكرامة والحرية والعدالة. في ختام هذه المقالة،لا بد من ذكر أيقونة أخرى سقطت برصاص جيش الكيان الصهيوني الغاصب.إنه الطفل محمد الذرة الذي صب عليه جندي صهيوني حاقد وابل الرصاص رغم محاولة والده أن يثني هذا الجندي بكل قواه.لكن الرصاص المسعور أردى الطفل صريعا،ولم يتمالك الأب نفسه،فأغشي عليه. كنا نظن تلك الأحداث ،لفظاعتها ، هي أكبر مشاهد الإجرام الذي يمكن أن تسمح به البشرية.لكن الأيام أثبتت أن خيال بعض الأنظمة العربية في الإجرام واسع جدا،أكثر مما يتصور كل مخرجي الدراما السينمائية.إن مشاهدة صور كل من الشاب خالد سعيد والطفل حمزة الخطيب،ولا داعي لمشاهدة الفيديوهات فلا أحد سوي يقوى على مشاهدتها،كفيلة بأن تقنعنا أن حقد بعض الأنظمة العربية على شعوبها أكبر من حقد الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.وأن الأجهزة الأمنية لدى هذه الأنظمة أكثر تغولا وتطرفا ووحشية،بحيث ترتكب كل الموبقات والمجازر،فقط لإرضاء نزوة قاتل وإثبات الولاء المطلق لمتسلط حاقد. لكن ، هذا قدر الشعوب حين تسعى إلى استرداد حريتها والدود عن كرامتها والتطلع إلى مستقبل أفضل.ولقد أبى هؤلاء الأبطال الأسطوريون إلا أن يكونوا قرابين الثورات المباركة في معركة الحق الأعزل ضد الباطل المسلح بكل أنواع الأسلحة،أخطرها الحقد وغياب كل شعور إنساني نبيل. وهو فصل فريد في تاريخ هذه الشعوب،يكتبه شباب وأطفال كان الجميع يخالهم ضعفاء ...لكن ضعفهم لم يثنهم عن كتابة التاريخ بروايتهم هم ، وبدمائهم هم ، وبطهرهم وعبقريتهم الاستثنائية... ترحموا عليهم ،فهم عنوان كرامتنا ... لحسن عدنان – المغرب Email : هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.