كشفت بيانات حديثة أظهرتها مجموعة أقمار صناعية تعمل بنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" عن احتمالية وجود هالة من المادة المظلمة حول الكرة الأرضية، وأنها ربما تكون السبب وراء زيادة وزن الكوكب عما كان يعتقد في السابق. خلص البروفيسور بين هاريس، من جامعة تكساس، إلى حسابات تفيد بأن الهالة السوداء التي تحيط بكوكبنا من الممكن أن تؤثر على جاذبية الأرض وأن الكوكب ربما يكون أثقل بنسبة تتراوح بين 0.005 و0.008 % من الكتلة التي سبق أن حددها الاتحاد الفلكي الدولي. وهي الهالة التي تعادل قرص من المادة المظلمة حول خط الاستواء، يقدر سمكها ب 191 كلم ( 120 ميل ) وعرضها 70 ألف كلم ( 43 ألف ميل ). ويشير الاتحاد الفلكي الدولي إلى أن الكتلة الحالية لكوكب الأرض تقدر ب 5.972 × 10 أًس 24 كيلو غرام. وتحظى المادة المظلمة بأهمية بالنسبة للنظريات التي توضح الطريقة التي يتمدد من خلالها الكون والطريقة التي تتفاعل من خلالها المجرات. ويعتقد أنها تشكل 27 % من الكون، لكن رغم عمليات التمويل الضخمة والجهود البحثية التي تبذل، فقد فشلت التجارب حتى الآن في تأكيد وجودها. وسبق لباحثين بمعهد الدراسات المتقدمة ببرينستون أن قالوا عام 2009 إن التغييرات التي تطرأ على سرعات المسابر الفضائية أثناء عبورها بجوار الأرض قد يتم تفسيرها بالمادة المظلمة المرتبطة بجاذبية الأرض. وباستخدام البيانات التي أظهرتها أقمار الجي بي إس الأميركية، قمر غلوناس الروسي ومجموعات جاليليو الأوروبية، قام البروفيسور هاريس بقياس كتلة الأرض كما حددها كل قمر. وباستعانته بالبيانات وموقع كل قمر من تلك الأقمار الصناعية، تمكن البروفيسور هاريس من تقييم مدى قوة تلك الجاذبية، وهو ما أعطى مؤشرات بدوره على حقيقة وزن الأرض. وقال هاريس في تصريحات صحافية " الشيء الجميل بخصوص الأقمار التي تعمل بنظام تحديد المواقع هو أننا نعلم مداراتها بصورة جيدة". وإذ يخطط هاريس الآن للنظر في التغييرات التي تطرأ على مدارات الأقمار بسبب قدرة الجاذبية الخاصة بالشمس والقمر. وإذا ثبتت صحة حساباته، فربما يكون بمقدور تلك الأقمار الاصطناعية المساعدة في الكشف عن بعض الأمور الغامضة منذ فترة طويلة بخصوص المادة المظلمة. ورغم عدم وجود دليل ملموس على وجود تلك المادة، إلا أن الأدلة المتعلقة بها كبيرة بالفعل.