يسبب الضيق النفسي للأمهات الحوامل وتعرضهن لتلوث الهواء تأثيراً سلبياً على نمو الطفل سلوكياً، بحسب دراسة أجريت في مركز كولومبيا للصحة البيئية للأطفال، أفادت بأن معنويات الأمهات والضيق النفسي الذي يحد من قدرة الأم على التعامل مع المواقف العصبية، يرتبط بمشاكل سلوكية لدى الطفل منها التوتر والقلق والسلوك العدواني وقلة الانتباه ومخالفة القواعد. ورصدت الدراسة أن هذه التأثيرات على سلوك الأطفال كانت أعلى بين الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم خلال الحمل للكربوهيدرات العطرية متعددة الحلقات PHA، وهي مادة تتولد عن الاحتراق مثل عادم السيارات. وتظهر هذه الدراسة التي نشرتها دورية طب الأطفال أن "الجمع بين الضغوط النفسية والجسدية أثناء التطور الجنيني يضخّم من تأثير كل عامل من العوامل المؤثرة. وتثير هذه النتائج القلق لأن المشاكل التي تسببها للأطفال مثل القلق والاكتئاب تؤثر على علاقاتهم مع زملائهم وتؤثر على مسارهم الأكاديمي". وفي دراسة سابقة أجراها مركز الأمومة والطفولة في نيويورك تبين وجود علاقة بين تلوث الهواء والمشاكل السلوكية والمعرفية لدى الأطفال، وجاءت دراسة مركز كولومبيا للصحة البيئية للأطفال لتبني على نتائج الدراسة السابقة، وتضيف عاملاً إضافياً هو الضيق النفسي للأمهات. وقد تابع فريق البحث الذي أشرف عليه كل من البروفيسور بيريرا وفيسلاف جيدريشويسكي 248 من الأمهات إضافة إلى أطفالهن منذ الحمل وحتى عمر 9 سنوات. وتم أخذ عينات من الهواء خلال فترة حمل هؤلاء الأمهات لتقدير التعرض ل PHA قبل الولادة. وتم تقييم الحالة المعنوية للأمهات وربطها بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية بواسطة استبيان أجري خلال الثلث الثاني من الحمل. كما تم تقييم المشاكل السلوكية للأطفال. وقال الدكتور بيريرا: “التعرض لتلوث الهواء موجود في كل أنحاء العالم، وإذا تلازم ذلك مع ضائقة نفسية للأم بسبب مشاكل اجتماعية أو إقتصادية يتفاقم التأثير السلبي على نمو الجنين".