أكد فريق من العلماء أن "استخدام المرأة الحامل للهاتف المحمول قد يُعرِض الطفل إلى خطر المعاناة من مشكلات واضطرابات سلوكية خلال مراحل نموه". فقد اكتشف باحثون في جامعة "يل" الأميركية أن "تعرض الجنين إلى الإشعاعات خلال فترة الحمل يؤثر على النمو العقلي للطفل، وربما يؤدي ذلك إلى مزيد من النشاط والقلق وضعف الذاكرة كما توصل فريق البحث إلى أن "الهواتف المحمولة لديها تأثير سلبي على الجنين في رحم أمه، وذلك من خلال دراسة أجريت على فأرة من فئران التجارب الحامل". إلا أن فريقًا من العلماء البريطانيين يرفض "نتائج تلك الدارسة"، ويصفها بأنها "ليس لها ما يبررها، ولا تدعمها أي أدلة، كما أنها مثيرة للمخاوف والفزع من دون داعٍ". ويقول العلماء البريطانيون إن "جنين الفأر الذي لم يولد ربما يكون قد تلقى جرعة من الإشعاع أعلى بكثير من تلك التي يتعرض لها الجنين البشري"، وأضافوا أن "الأم الحامل عادة ما تستخدم الهاتف المحمول وهي تحمله على مسافة تبعد مترًا من الجنين، بينما هذا لا يحدث مع تعريض جنين الفأرة للإشعاع". ويقول خبراء في جامعة "كوليدج أوف لندن" إن "المقارنة بين أجنة الحيوانات القارضة وبين الأجنة البشرية مستحيلة، لأن الفأر يولد بعد 19 يومًا بالضبط بعقل تكون مرحلة تطوره ونموه بدائية ومبكرة جدًا، ولا ترتقي إلى مرحلة النمو التي يولد عليها الطفل البشري". وتركز مقدمة الدراسة التي أجرتها جامعة "يل"، والتي نشرت أخيرًا في الدورية المعروفة باسم التقارير العلمية، على "زيادة عدد حالات التهور والإهمال وفورة النشاط عند الأطفال، والمعروف اختصارًا باسم "ADHD" بما يعني ضمنًا أنها ترتبط بنتائج دراستهم على الفئران". والمعروف أن "نسبة 3 إلى 7 % من أطفال المدارس تعاني من "اضطرابات تتمثل في الأداء العلمي الضعيف في المدرسة والتقصير والإهمال، وهي نسبة تزيد من مخاوف المجتمع بشأن نمو وسلوكيات الطفل". وقد قام العلماء بقياس "النشاط الكهربي للعقل عند فأر ناضج كان قد تعرض لإشعاعات عندما كان جنينًا"، كما قاموا كذلك بإجراء "سلسلة من الاختبارات السيكولوجية والسلوكية". واكتشفوا أن "الفئران التي تعرضت إلى الإشعاع تميل إلى أن تكون أكثر إفراطًا للنشاط، كما أنها تكون أكثر قلقًا، وتعاني من انخفاض في قدرات التذكر". ويقول البروفيسور هوغ تايلور إن "الدراسة توصلت إلى أن الاضطرابات السلوكية عند الفأر كانت تشبه الاضطرابات السلوكية المعروفة باسم "ADHD" عند الطفل، والتي تتسبب نتيجة تعرض الجنين إلى إشعاعات الهاتف المحمول". وأضاف تايلور أن "الاضطرابات السلوكية التي نشاهدها في الأطفال، ربما ترجع في جانب منها إلى تعرض الجنين خلال فترة الحمل إلى إشعاعات الهاتف المحمول". ويشير العلماء في ختام الدارسة إلى أنه "من الضروري إجراء مزيد من التجارب على الفئران قبل تطبيق تلك النتائج على البشر". ومع ذلك فإن البروفيسور تايلور يقول إن "هناك ما يبرر ضرورة مطالبة المرأة الحامل بالحد من استخدامها للمحمول وإشعاعاته خلال فترة الحمل".