بعد مجموعة قصصية وأخرى شعرية صدرتا على التوالي عن منشورات عيني بناي ومنشورات لارماتان، أضاف يوسف وهبون إلى سجله الإبداعي رواية بعنوان "ثلاثة أيام والعدم". وتحكي الرواية قصة مستشار وزاري متحرر من كل القيود، تتم الإشارة إليه خلال فصول الرواية بضمير مخاطب غامض "أنت"، ينحدر من إحدى العائلات الفقيرة التي يحسبها المرء غنية، ومحاصر بين حاضر عنيف وذكريات تنغص عيشه. ويبحث هذا "البطل" عن رجل يسميه "العدم" ولن يجده ربما أبدا. ولا يواسيه الحب العارم لامرأة عن هذا "الألم" الذي لا يحاول الفرار منه إلا بالتقدم خطوات إلى الأمام في طريق الهاوية. وفي رواية "ثلاثة أيام والعدم"، الذي صدر عن منشورات مرسم، يفاجئ وهبون القارئ بأن يشركه منذ الصفحة الأولى في إطار فكرة ووعي بطل تطارده الحياة وتعذبه ذاكرته. وينجح الكاتب في الحفاظ على انتظارية القارئ حتى السطور الأخيرة باللجوء في الوقت ذاته إلى غنائية معادة وفكاهة يقظة تتدخل في الأوقات الحرجة. وكان المؤلف قد ناقش أطروحتين جامعيتين عن تاريخ الفن والاستيتيقا المقارنة، وهما التخصصان اللذان يدرسهما بجامعة محمد الخامس - أكدال في الرباط، وهو أيضا فنان تشكيلي ويتعاون مع مجلة الفن المعاصر "ديبتيك". كما أن له كتابات في الأدب والفن التشكيلي في المشرق والمغرب، ويقدم بانتظام في المغرب والخارج محاضرات حول تطابق الفنون وحول الفن المعاصر في المغرب. وقد شكل الديوان الشعري (عناقات جوفاء)، الذي صدرت عنه عدد من المقالات في الصحف، موضوع افتتاحية في يومية (أوجوردي لو ماروك) كتبها خليل الهاشمي الإدريسي الذي قال "انغمست لا شعوريا في قراءة الديوان دون أن أنتبه إلى أنني أعرض نفسي لنوع من القسوة الإبداعية المنقذة بفضل الأزمنة التي تمر مسرعة".