سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشعر والتشكيل في المغرب .. العين بصيرة واليد قصيرة المؤسسات المالية الكبرى لا ترعاه بما يكفي والدعم مقصور على الفرانكفونيين والحوار شبه معدوم بين أهل قبيلة المبدعين
إذا كانت اللغة هي ماء الشعر، فماذا يكون ماء الكتاب الشعري التشكيلي؟ هل هو اللون واللغة والمادة، أم هي أشياء أخرى لا ترى؟ وماذا لو أضفنا إلى ذلك الموسيقى، فأي ثالوث هذا سيهز عرش الجمال ويبني ظلال المعاني؟ الأعمال المشتركة بين الشعراء والتشكيليين والموسيقيين في الحقل الفني العربي قليلة ومعدودة على رؤوس الأصابع، ولا تخرج في الغالب الأعم عن أن تكون حالات معزولة تساهم سياقات ثقافية معينة في بلورتها، لكنها لم تتحول مع ذلك إلى ظاهرة ثقافية عربية. فالشاعر العربي يمضي، اليوم، خفيفا إلى أوراقه أو شاشة كومبيوتره، منعزلا في صمته الخاص، والرسام يعتكف في مرسمه وكأنه برج عال بعيدا عن لم يجلس هذا الثلاثي، الشاعر والرسام والموسيقي، إلا في حالات نادرة، ولم يصنعوا بالتواطؤ أو بغيره العمل المشترك الذي يعطي أبعادا أخرى للأعمال الفنية والأدبية. وتبقى هذه التجارب أفقا آخر من أفق الإنتاج الثقافي في مناخ عربي لا يشجع أبدا على الحوار، ويميل أكثر إلى الإنتاج الفردي بدل العمل الجماعي، الذي يحتاج إلى أطر استقبال جديدة تمكنه من فتح تلك الكوى الضرورية في الجسد الثقافي العربي المترهل، الغارق في أنانيته. أهم تجربة عربية على الإطلاق في الحوار بين النص المكتوب والعمل الفني كانت التجربة التي قادها الفنان التشكيلي العراقي ضياء العزاوي مع عدد من الشعراء العرب، منهم أدونيس وقاسم حداد ومحمد بنيس وغيرهم من الشعراء العرب. فمع أدونيس أنجز العزاوي رسوم مختارات من شعر المتنبي، التي قام باختبارها والتقديم لها الشاعر السوري أدونيس، وانطوى هذا العمل على بعد جمالي كبير كان يهدف إلى تقديم شاعر العربية الكبير إلى القراء العرب والأجانب. وهذا العمل، حتى وإن كان غير شخصي، ولا يخص أدونيس، لكنه يبرز درجة الحوار الثقافي التي ربطت بين رسام كبير وشاعر في المقدمة. ولا يجب أن يغرب عن البال أن أدونيس نفسه، بالإضافة إلى كونه شاعرا، هو رسام أيضا. لقد أقام معارض خاصة لأعماله، كما خط العديد من الرسومات الداخلية لدواوينه الشعرية، مستعينا باللون لاستكمال شذرة أو منح امتداد ما لمعنى أو لخلق متعة بصرية مجاورة للنص المكتوب. هذا فضلا عن الحس الكاليغرافي البصري لنصوصه، حيث يعتبر أدونيس أحد الشعراء العرب الأوائل الذين استثمروا البياض الطباعي في تبئير الدلالات الشعرية وتحويل النص المكتوب إلى لعبة بصرية ونص تشكيلي يساهم في بناء دلالات جديدة أو تعضيد منطوق النص المكتوب. ثاني تجربة مهمة في العالم العربي، هي تلك التي جمعت التشكيلي ضياء العزاوي مع شاعر آخر، هو البحريني قاسم حداد، في ديوانه «مجنون ليلى» في صيغة الكتاب الحقيبة «البورتوفوليو». وعادة ما يتم طبع نسخ معدودة ومرقمة من هذه الأعمال الفنية، كما حدث تماما في تجربة العزاوي مع الشاعر المغربي محمد بنيس في «كتاب الحب»، المبني أساسا على خلفية كتاب «طوق الحمامة» لابن حزم الأندلسي. كتاب «مجنون ليلى» للفنان التشكيلي ضياء العزاوي والشاعر قاسم حداد هو عبارة عن عمل فني متكامل في صندوق، واجهته مزينة بعمل من الخشب، وملونة بصباغة الإكريلك، من تصميم ضياء العزاوي. أما محتويات الصندوق فهي مجموعة مجنون ليلى، وتتكون من كتاب «أخبار مجنون ليلى» وكتاب «وردة الجنون» وأربعة أعمال مطبوعة بتقنية الشبكة الحريرية وكتب أخرى للشاعر. في المغرب.. تجارب محدودة على مستوى المغرب، لم يبرز تعاون كبير بين الشعراء والرسامين في إنجاز مثل هذه الكتب الجميلة، وربما يعود السبب إلى مستويين. فهناك المستوى الثقافي، حيث ظل الفنان التشكيلي والشاعر، كل واحد منهما يشتغل في «مشغله» الخاص، بعيدا عن تدشين حوار حقيقي حول سبل خلق تجاوز جمالي يبني مشتركا ما، تقوم على أساسه مشاريع من هذا القبيل، لها القدرة على تجسير الهوة بين التشكيل والشعر، وبينهما وبين الموسيقى أو الصورة أو السينما. وعدم حصول تراكم كبير على هذا المستوى يؤكد هذا المذهب، وربما المحاولات المحدودة، وعلى أهميتها، تؤكد أن عوائق ثقافية في أصلها تقف في وجه حوارات من هذا القبيل، تصل إلى حدود العمل المشترك المبني على استغوار لتجربتي الرسام والشاعر، لتظل الأعمال المنجزة، أو أغلبها، مجرد تعبير سطحي أو رسوم مصاحبة أو نصوص على هامش الأعمال الفنية، أو محاولة لقاء، لكن بدون «وعود» كبيرة. وهناك مستوى آخر يعود إلى الجانب الاقتصادي، فالتكلفة المالية (إنجاز وطبع مثل هذه الكتب) تجعل من الصعب جدا تحقيقها من قبل الأفراد، ليبقى الأمر بيد المؤسسات المالية والتجارية الكبيرة، التي عادة ما تتجه إلى «دعم» رساميها وكتابها المحتضنين، وهم غالبا من «الطائفة» الفرنكفونية. وهذه ظاهرة مثيرة للاهتمام، إذ أن السخاء المالي غالبا ما ينفتح في هذا الاتجاه وينغلق في وجه مقترحات تهم الشعر المكتوب بالعربية. وبالتالي، لا يمكن، على هذا المستوى، التعويل على مثل هذه المؤسسات في رعاية أعمال شعرية وتشكيلية أو في دعم حوار جمالي عميق ينتهي إلى إصدار كتب من هذا الصنف بالغ التكلفة، خصوصا إذا كان الورق مذهبا أو مشغولا أو الكتاب موضوعا ضمن تقنيات عرض جديدة، في ظل الثورة البصرية التي يعرفها العالم، والتي لها إمكانيات لا محدودة في الطباعة والعرض والتلقي. حميش ونجمي وآخرون في كتاب جديد، صدر مؤخرا عن «دار مرسم» للنشر، يركب الشاعر والروائي المغربي بنسالم حميش هذه التجربة مع الفنانة التشكيلية مريم الشرايبي، في عمل مشترك اختارا له، عنوان «ديوان النهضات». وبخلاف حضور الرجل والمرأة في أعمال التشكيلي العراقي ضياء العزاوي، التي صاحبت نصوص الشعراء الذين اشتغل معهم، نجد حضورا قويا وطاغيا للجسد الأنثوي في العمل المشترك بين بنسالم حميش والرسامة مريم الشرايبي. يتخذ الجسد أوضاعا مختلفة فسيفسائية تبعا لتوتر النص الشعري، حيث تحاول الرسامة اقتفاء النص الشعري، ويحاول الشاعر أحيانا تحويل النص البصري إلى نص مكتوب. في كل هذا هناك المرأة سيدة الكون، ومما عداها أقزام، كائنات ذكورية تتشرنق في الجسد المتموج الطاغي. ويبقى الخيط الناظم هو تيمة الحب ومحبة جسد المرأة وروحها، في نسج آخر على منوال كتاب «طوق الحمامة». في تجربة سابقة، دخل الشاعر حسن نجمي مع الفنان التشكيلي الراحل محمد القاسمي في كتاب «الرياح البنية» إلى تجريب إنتاج عمل مشترك، على خلفية حرب الخليج الأولى. كانت التخطيطات والرسوم بالأبيض والأسود والرمادي تمزقها كتابة كاليغرافية، وهي ميزة فنية، يتميز بها القاسمي الذي يحجز في أعماله حيزا للخط العربي، كشكل من أشكال إثبات النسب والتوقيع المائز على انتماء العمل الفني إلى الثقافة العربية. يكتب الناقد عبدالعزيز البومسهولي عن تلك التجربة «بما أننا لمسنا نوعا من الترابط الحميمي بين الكتابة والتشكيل في «الرياح البنية» فلا بد من الكشف عن سر هذه العلاقة انطلاقا من ذات المبدع التشكيلي، وأعني البحث عن حالة الهوس بالكتابة إلى حد أن أسكنها في اللوحة التشكيلية، لتكون قولا يضيف أبعادا نصية إلى الأشكال البصرية، ولعل جل لوحات محمد القاسمي - وهو بالمناسبة شاعر أيضا، سبق أن أصدر ديوانا باللغة الفرنسية أسماه «الصيف الأبيض»- تتسم بهذه الميزة منذ انطلاقته الفنية الناضجة وبالتحديد منذ سنة 1980، حيث بدأنا نلاحظ قفزة نوعية في أعمال القاسمي التشكيلية. فقد تميزت برؤية مختلفة للأشياء والعناصر المحيطة بها، حيث يتولد مشروع علاقة تحليلية استنطاقية تتطور إلى رغبة في التعبير. عن هذه التجربة يقول محمد قاسمي: «أسكن الكتابة في الوحدات التشكيلية لأن الكتابة تسكنني في حالتها المتنوعة، المتحركة، خط، نص، معنى بصري وذهني، جسم، فلا يعود هناك فرق بين تلك الوحدات، وبين الكتابة، أدخل في اعتباري المسافة التي تفصل بيني وبين السند (أثناء الإنجاز وبعده) مواجهة جسدين، كما أدخل في اعتباري مشاهدة المشاهد، الجدار الذي أثبت عليه العمل لما يكون لدى اختيار التثبت ومنح الشهادة». « ويعتقد البومسهولي أن الشاعر حسن نجمي «أبدع قصائد تشكيلية، تتجاوز مفهوم الصورة الشعرية الكلاسيكية التي ترتكز في أساسها على بنية التشابه، التي تنطلق من تقنية القياس لتأسيس صورة قاعدتها التناظر الصوري. أما فيما نسميه القصائد الشعرية، فهي بحساسيتها الجديدة تلج عتبة القطيعة الإبستيمية، لأنها تؤسس مفهومها للصورة من بنية الاختلاف، حيث تقصي المشابهة والقياس. ومن ثم لا يوجد مبرر للحديث عن الصورة الشعرية المعيارية. إن تقنية التشكيل تتيح قراءة أبعاد القصيدة: الزمانية، المكانية، اللغوية والميتالغوية، واكتشاف البعد الرابع حيث تتشابك العلامات القولية - البلاغية، وتشكل تشكيلا دلاليا عميقا». أزغاي: أبتكر حلولا ممكنة للإبداع الشاعر المغربي عزيز أزغاي حالة خاصة. يمكن أن نقول مجازا إنه «مكتف» بذاته، فهو إلى جانب «مهنته» الأولى كشاعر، له حضوره في الساحة الشعرية المغربية، اختار أن يعود إلى «حب» قديم كان أخفاه قبل أن يعود إليه الشوق، يتعلق الأمر بولعه التشكيلي، الذي اندفع في السنوات الأخيرة إلى انخراط عميق في مساءلة اللون والقماش وفرض حضور مائز، ينسج هذه المزاوجة بين الشاعر والتشكيلي في ذات واحدة. يقول أزغاي عن هذه الازدواجية: «علاقتي بالشعر، كما هي علاقتي بالتصوير الصباغي، تكاد لا تخرج عن دائرة نمط خاص من التخييل الذي أراهن عليه من أجل أن يحمل ذائقتي الفنية والجمالية نحو الحلول الممكنة لإبداع عمل - سواء تعلق الأمر بنص شعري أو بلوحة فنية - يقترب، بهذا القدر أو ذاك، من طموحه المشروع في إضافة اقتراح جديد لمدونة الإبداع المغربي بشكل خاص والإنساني عامة. لذلك، فإن الاختلاف، في مثل هذا التصور، يكاد ينحصر فقط في طبيعة الأداة ونوعيتها، أي في الانتقال من القلم والورق إلى المواد والألوان والقماش. فما يستعصي عادة على اللغة - كوسيط - قد يتيسر عبر حامل اللون والمادة والعلامة، والعكس صحيح أيضا. لذلك، فإن أي حديث عن وجود مسافة جذرية فاصلة بين هذين الحقلين الإبداعيين يبقى من قبيل إضفاء هالة مفتعلة، بل فيها كثير من التهويل المجاني، الذي يحاول البعض إضفاءه على ممارسته الإبداعية، كما لو كانت ضربا من المس أو هي السحر نفسه». وحول أهمية الحوار بين الشاعر والتشكيلي يرى أزغاي أن هذا العمل المشترك متروك للطرفين. يقول: «أما بخصوص ذلك الجوار الذي يحدث عادة بين الشعري أو السردي والصباغي في العمل الإبداعي الواحد، فأظن أن هذا الأمر يبقى متروكا لتقدير الطرفين معا، أي الكاتب والفنان، لطبيعة هذه الرفقة الجمالية. من جانبي، أفضل، حين يتعلق الأمر بإنجاز غلاف عمل إبداعي، أن تشكل لوحتي إضافة نوعية لهذا العمل، وليس مجرد عنصر تزيين أو انعكاس لأجواء العمل التخييلية. الأكيد أن أي محاولة لإنجاز عمل «تحت الطلب» ولو عبر محاولة مسوغ تمثل أجواء العمل الشعري أو السردي، من شأنها أن تفقد العمل الصباغي وهجه وقوته التعبيرية المنسجمة مع مشروع الفنان وفلسفته في التعاطي الفني. عادة، في مثل هذه المواقف، ما أعمد إلى السعي نحو خلق نوع من الإدهاش، عبر عتبة الغلاف، تكون منطلقا وعنصر إغراء للإقدام على قراءة محتوى الكتاب. وتلك، في تقديري، طريقتي الخاصة في تثمين ما أقوم بإنجازه، بجهد بحثي وحب كبيرين، في مجال التصوير الصباغي».
بنيونس عميروش : الضيافة المتبادلة بين الشعر والتصوير في إطار تواشج الفنون وتقاطعاتها، يبقى تعالق الشعر والتشكيل (التصوير la peinture تحديدا) من أقدم العلاقات المُنْبَنِية على تقارب الطبائع والمسوغات التعبيرية التي تؤلف بينهما، وعلى السيمات السيكولوجية التي تظل – في جانب منها – متقاربة ومتجاوبة بين كل من الشاعر والتشكيلي اللَّذَيْن يكادان يشتغلان بنفس الطاقة الحسية وبنفس الميكانيزمات الرؤيوية وإن اختلفت أدواتهما. لذلك تصدُق مقولة: «الشعر تصوير ناطق والتصوير شعر صامت». في الزمن المعاصر، تصاعدت هذه العلاقة واتخذت أشكالا مختلفة ومتعددة، ليس على مستوى التشارك التعبيري فحسب، بل على مستوى الفكر الذي يُنَظِّر ويؤسس لأساليب مذهبية تعمل على تطوير وإنعاش القيم الجمالية الكونية. وإذا كانت المدارس والتيارات الفنية كالرومانسية والواقعية والتكعيبية والدادائية والسريالية وغيرها، قد وسمت تاريخ الفن المعاصر استنادا إلى تعاون التشكيليين (من المصورين والنحاتين) والأدباء عموما، فإن اجتهاد وتأثير الشعراء باتا بارزيْن في تأطير وتوجيه مسار الفن الحديث وتاريخه الذي يحفظ لهم إشعاعهم المستديم: إيلوار، بروتون، أراغون، تزارا، مارينيتي، أبولينير... ضمن التجربة العربية، عرف المغرب عدة إنجازات تجمع بين الشعر والتشكيل بداية من القصيدة الكاليغرافية التي تميزت بالتشكيل الكاليغرافي واستقطبت اهتمام الفنانين (تخطيطات أحمد جاريد الكاليغرافية في «الثقافة الجديدة» على سبيل المثال)، إلى الكتب الفنية والدواوين: «claire-obscure» للطاهر بنجلون ومحمد بناني، «تفاحة المثلث» لعبد الله زريقة وعباس صلادي، «كتاب الحب» لمحمد بنيس والعراقي ضياء العزاوي، «الرياح البنية» لمحمد القاسمي وحسن نجمي الذي شارك عبد القادر لعرج في «مفتاح غرناطة». إلى جانب هذه الأعمال المعروفة، هناك عدة تجارب، أذكر من بينها «المِبْخَرة المُفْشِية لأسرارها» (بالفرنسية) لأمينة بنمنصور ومحمد شريفي عن دار مرسم، التي سبق أن أصدرت عدة أعمال مشتركة، «هوامش لذاكرة العين» لبوجمعة العوفي الذي اشتغل بطريقته الفذة حول مجموعة من أعمال الفوتوغرافيين المغاربة، وقد انتظر هذا المشروع المتميز من 1997 تاريخ إنجازه إلى 2013 ليصدر في حلة كتاب فني عن منشورات اتحاد كتاب المغرب. إضافة إلى إنجازات مشتركة أخرى يصعب حصرها في هذا المقام. في حين تتعدّد أشكال التشارك بين الشعر والتشكيل لتشمل المعارض الفنية التي تُعَلَّق فيها القصائد بصيغة من الصيغ، وقراءات الشعر داخل قاعات المعارض، ومختلف أنماط التلاقي... وفي هذا السياق، أشير إلى الكثير من المعارض واللقاءات المشابهة التي نظمها فرع المحمدية لاتحاد كتاب المغرب، وكذا بيت الشعر بالمغرب. إلى جانب إمكانية إغناء هذه العلاقة من خلال المبدعين الذين يزاوجون بين ممارسة الشعر والتصوير (الراحلان محمد القاسمي ومحمد الطوبي، رشيد المومني، عزيز أزغاي، وداد بنموسى، الزهرة زيراوي...)، وجب التنويه بالشعراء الذين يوطدون هذا التواشج من خلال إسهامهم الفعال في القراءة والنقد الفَنِّيَيْن: محمد السرغيني، محمد بنيس، مصطفى النيسابوري، محمد الواكيرة، الطاهر بنجلون، حسن نجمي، بوجمعة أشفري، بوجمعة العوفي، عزيز أزغاي، محمد الأشعري... علاوة على اللوحات المرافقة التي تكتفي بإضفاء البهرجة على الديوان أو تلك التي تحاكي القصائد، يتخذ الاشتغال الموصول بتوليف الشعري والتشكيلي فرادته وقوته الفنية بناءً على التعاقد المبدئي بين الشاعر والتشكيلي لتبني مشروع متقاسم منذ البداية، انطلاقا من تيمة أو موضوع أو فكرة أو مفهوم أو حافز...لتوحيد التصور، ليس بمعنى التطابق والتناظر والمحاكاة، بل بالمعنى الذي يفسح المجال للتخاطب والتجاوب اللذين يخلقان التفاعل الإيجابي لدى القارئ المشاهد (المتلقي) والدفع به لإدراك ذلك التكامل والتناغم القائمين على القراءة المستقلة لكل من القصيدة واللوحة بعيدا عن التبعية المجانية والمتبادلة بين النص المقروء والنص المرئي. تشكيلي وناقد فن