بادرت جمعيات مغربية في ألمانيا إلى وضع برنامج غني يروم تشجيع المغاربة والجاليات المسلمة على المشاركة القوية في الانتخابات التشريعية الألمانية العامة المقرر إجراؤها يوم 22 شتنبر الجاري. وضمن هذه المبادرات برنامج رابطة الجمعيات الإسلامية الألمانية ، التي تضم في عضويتها 25 جمعية أسسها المغاربة المقيمون في ألمانيا، والذي ركز على ثلاثة محاور أساسية يتعلق الأول بالدعاية عبر منشورات وملصقات تدعو المسلمين إلى الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع. وقد تم طبع هذه المنشورات والملصقات الإشهارية ، لأول مرة ، بمساهمة شباب وأطر مغربية يعبر فيها كل واحد عن رأيه في الانتخابات. من ضمن هذه الملصقات التي كتبت بالألمانية ملصق لشاب يقول "أريد أن أساهم في الاعتراف بثقافتي" وآخر لطبيبة تقول "أنا أنتخب كي يعترف بي في المجتمع"، وآخر لفتاة تقول " بمشاركة أبوي في السياسة سيساهمان في تقرير مستقبلي". وبهدف الوصول إلى أكبر عدد من أفراد الجالية المسلمة المؤهلين للمشاركة ،تم نشر هذه الملصقات في المساجد وبمقرات الجمعيات والمحلات التجارية وغيرها من الأماكن بولايتي شمال الراين (غرب) وªيسن (جنوب غرب) المحاذية لها ، حيث تتمركز نسبة 70 في المائة من أفراد الجالية المغربية البالغ عددهم إجمالا ،حسب الإحصائيات الاتحادية، حوالي 180 ألف نسمة ، 91 في المائة منهم يحملون الجنسية الألمانية. ورحب المجلس الأعلى للمسلمين ، الذي يضم عددا كبيرا من التجمعات الإسلامية بألمانيا، بهذه المبادرة حيث قام بتعميمها على مختلف الولايات عبر نشر هذه الملصقات المعبرة. أما المحور الثاني فيتمثل في تنظيم حملات توعية ركزت على أهمية المشاركة السياسية للمسلمين كحق يمنحه الدستور الألماني، شارك فيها أئمة المجلس الفقهي للرابطة الذين قاموا بجولات في جميع المساجد والجمعيات حيث سلطوا الضوء على أهمية المشاركة في الانتخابات. وتم أيضا ، في هذا الإطار ، إبراز الواقع السياسي في ألمانيا وقانونها الانتخابي ونظامها الفدرالي والقرارات التي تتخذ على مستوى الولايات والمركز ، وذلك من أجل تقريب هذه المفاهيم للمسلمين ، بمساهمة نخبة من المختصين في السياسة، مع عرض حول الأحزاب المتنافسة وتحليل وتقييم بعض المعطيات السياسية الراهنة. وتجلى المحور الثالث في الدعوة التي وجهتها الرابطة إلى خطباء وأئمة المساجد والمسؤولين على الجمعيات من أجل تخصيص خطبة يوم الجمعة المقبل لموضوع الانتخابات وتأكيد أهمية مشاركة المسلمين فيها وعدم تفويت هذه الفرصة. وفي سياق متصل نظمت جمعية "مغرب تنمية" لقاء بديسلدورف تناول موضوع "الأحزاب والانتخابات البرلمانية على مستوى الجمهورية والولايات: سياسة الاندماج على المحك" حضره نخبة من السياسيين الممثلين للأحزاب الستة الكبرى المشاركة في الانتخابات قدموا تصوراتهم وبرامجهم الانتخابية بخصوص سياسة الاندماج. ويتعلق الأمر بممثلين عن الحزب المسحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، والحزب الديمقراطي الحر ، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر ، إلى جانب ممثلين عن حزب اليسار . وشكل اللقاء الذي حضره أيضا القنصل العام للمملكة في فرانكفورت عبد السلام أريفي ، فرصة لمناقشة مختلف القضايا السياسية والاجتماعية التي تهم الجالية. وقال عبد الصمد اليزيدي عضو الرابطة والجمعية، بهذا الخصوص ، إن الجالية المغربية توجد في ألمانيا منذ خمسين سنة وعليها ، بالموازاة مع التواصل مع بلدها الأصلي والحفاظ على الهوية ، أن تنخرط في الحياة العامة بألمانيا كما هو الشأن في فرنسا وهولندا، ولن يتم ذلك في رأيه إلا عبر المشاركة في التصويت ودخول الأحزاب وهي أمور كان يعتبرها الجيل الأول غير مجدية. وأضاف ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عدم المشاركة لن يمكن أفراد الجالية من إسماع صوتها ولن تشكل قوة اقتراحية مشيرا إلى أن مشاركة الجاليات المسلمة على العموم ضئيلة جدا وهو ما تستغله بعض الأحزاب لصالحها من خلال الترويج على أنها غير مندمجة في المجتمع الألماني . واعتبر أن المشاركة المكثفة ستقطع الطريق على الأحزاب المتطرفة التي تكن العداء للأجانب خاصة العرب والمسلمين وتعتبرهم "عالة" على المجتمع الألماني، مضيفا أن من أبرزها حزب " برو دويتشلاند" اليميني المتطرف المعادي للإسلام الذي تحركت عناصره هذه الأيام بمناسبة الحملة الانتخابية ، في مظاهرات نظموها أمام المساجد ورددوا شعارات استفزازية ضد المسلمين.