أفاد محامي عاملة التنظيف التي أكدت تعرضها لاعتداء جنسي من قبل مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان، في فندق بنيويورك السبت الماضي، أن موكلته تعيش متخفية وتشعر أن حياتها «مهددة جدا». وأضاف المحامي جيفري شابيرو، في تصريحات نقلتها شبكة «سكاي» الإخبارية البريطانية أمس، أن المرأة الأفريقية البالغة من العمر 32 سنة لم تكن تعرف هوية ستروس - كان وقت وقوع الحادثة المفترضة بفندق «سوفيتال». واعتبر أن ما تردد بأن موكلته ضالعة في مؤامرة لتشويه صورة الشخصية البارزة «أمر مثير للسخرية». وجاء هذا بينما أفادت تقارير إعلامية فرنسية أن الشابة المعنية تدعى نافيساتو ديالو، وأنها من غينيا. ونفى شقيق المرأة المعنية أن تكون شقيقته أعدت فخا للمسؤول الكبير. وقال بليك ديالو في مقابلة نشرتها صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية أمس: «هي لا تعرفه من الأصل. شقيقتي غير قادرة على اختلاق مثل هذه القصة. هي مسلمة ملتزمة وترتدي الحجاب». وأكد ديالو أن شقيقته ليس لديها أدنى فكرة عن السياسة، وقال: «هي لا تعرف حتى من هو عمدة نيويورك. إنها امرأة شريفة وملتزمة تعمل بجد من أجل تربية ابنتها، وعندما تعود إلى البيت تشاهد مسلسلات تلفزيونية أفريقية». وقال ديالو إن شقيقته، نافيساتو، موجودة الآن في مكان سري تحت حماية الشرطة، مؤكدا أنها «تبكي كثيرا وتعاني من أثر الصدمة». وتتهم نافيساتو المنحدرة من غينيا، مدير صندوق النقد الدولي بمحاولة اغتصابها في أحد فنادق نيويورك التي تعمل به كعاملة نظافة. ووفقا لمعلومات صحيفة «لوباريزيان» فإن نافيساتو تربي ابنتها البالغة من العمر تسعة أعوام، أما شقيقها بليك فهو يدير مطعما للمأكولات الأفريقية في أحد أحياء نيويورك، حيث توجه إلى أميركا بعد أن عاش 16 عاما في فرنسا. ولم تعرض الشرطة وجه الضحية تماشيا مع القانون، عندما حضرت إلى مركز الشرطة للتعرف على من اعتدى عليها. وكانت شرطة نيويورك قد ألقت القبض على ستروس - كان من فوق متن طائرة كانت متجهة من نيويورك إلى باريس مطلع الأسبوع الحالي، بعد بلاغ نافيساتو الذي اتهمته فيه بمحاولة الاعتداء الجنسي عليها. كذلك أعلن محامي عاملة التنظيف بفندق «سوفيتال» أن موكلته ستنفي قطعيا أمام القضاء أنها مارست معه علاقة جنسية برضاها. وقال المحامي شابيرو في مقابلة مع شبكة «إن بي سي» الأميركية: «عندما يستمع المحلفون إلى شهادتها ويرونها، وعندما ستتمكن أخيرا من رواية قصتها علنا»، سيعون «أن الادعاءات بحصول علاقة جنسية توافقية أو موعد خاطئة». وأضاف: «لا شيء توافقيا في ما حصل في غرفة الفندق تلك». وكان محامي ستروس - كان، بنيامين برافمان، صرح الاثنين أمام المحكمة بأن «الإثباتات الطبية الشرعية لا تتطابق برأينا مع علاقة بالإكراه»، من دون توضيح ما إذا كان هذا التصريح يمثل أسلوب دفاع جديدا بعد أن أنكر جميع الوقائع. وأفادت وسائل إعلام أميركية استندت إلى مصدر «مقرب من الدفاع» عن أسلوب دفاع جديد يقوم على التأكيد على «إمكان أن تكون العلاقة توافقية». وتعتقد غالبية كبرى من الفرنسيين (57%) أن ستروس - كان هو «ضحية مؤامرة»، حسبما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «سي اس اي» ونشر أمس. وبالمقابل اعتبر 32% منهم أن الاشتراكي الفرنسي الذي كان يعتبر الأوفر حظا للفوز بالرئاسة الفرنسية عام 2012 «ليس ضحية مؤامرة»، بينما لم يدلِ 11% بأي رأي، حسب استطلاع الرأي التي أجري لحساب قناة «بي اف ام» التلفزيونية وإذاعة «مونتي كارلو» وموقع «20 مينوت». في غضون ذلك ينتظر ستروس - كان، الموجود قيد الحبس بنيويورك، قرار هيئة المحلفين التي ستجتمع خلال ثلاثة أيام، للاطلاع على عناصر الإثبات والتقرير بشأن توجيه الاتهام إليه أو الإفراج عنه. وفي حال وجهت هيئة المحلفين الاتهام رسميا إلى مدير صندوق النقد الدولي ستروس - كان، 62 عاما، فسيتعين عليه المثول أمام محكمة نيويورك العليا لاطلاعه على التهم. وتحددت جلسة لهذه المحكمة يوم غد الجمعة. وسيتعين عليه أن يقرر، في حال اتهامه، إن كان سيدفع ببراءته أو يقر بذنبه. ونفى ستروس - كان كل التهم الموجهة إليه، كما يقول محاموه الذين يعتزمون استئناف قرار اعتقاله ورفض الإفراج عنه بكفالة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أستاذ القانون راندولف جوناكيه قوله إن المتهم «ليس لديه الآن شهود لدحض التهم (وفي حال توجيه التهمة) تبدأ المحاكمة عادة خلال ثلاثة أشهر إلى سنة». واقتيد ستروس - كان مساء الاثنين إلى سجن جزيرة رايكرز ايلاند الكبير بنيويورك، شمال شرقي مانهاتن، حيث وضع في زنزانة انفرادية. وذكرت محطة «إن بي سي» الأميركية من دون أن تسمي مصدرها أنه وضع تحت المراقبة لمنعه من الانتحار. وأوضحت أن ذلك يعني تفقد المعتقل كل 15 إلى 30 دقيقة، وعدم ترك أي شيء يمكن استخدامه للانتحار معه. ورفضت إدارة السجن التعليق على هذا النبأ. وأوضح المتحدث باسم السجن لوكالة الصحافة الفرنسية أن ستروس - كان «ليس على اتصال مع السجناء الآخرين. هذا ليس معناه أنه سيظل دائما داخل الزنزانة، بل إنه سيكون برفقة حارس كلما خرج منها». ونفى ستروس - كان الذي أوقف السبت - الاتهامات التي وجهتها إليه القاضية الاثنين. ورفضت القاضية مليسا جاكسون الإفراج عن ستروس - كان بكفالة قيمتها مليون دولار بعد يومين على توقيفه بينما كان على متن طائرة متوجهة إلى باريس في مطار كينيدي بنيويورك. واتخذت القاضية قرارها بعد أن أعلن الادعاء أن ستروس - كان تورط في «قضية سابقة على الأقل»، وأن «هناك معلومات بأنه قام بسلوك مماثل». كما أشارت إلى احتمال فراره كدافع لإبقائه قيد الاعتقال. ويقترح محامو الدفاع أن يسلم جواز سفره للقضاء ويتعهد بالإقامة في نيويورك لدى ابنته. ووصلت زوجته الصحافية السابقة ان سنكلير إلى نيويورك الاثنين. ويواجه ستروس - كان سبع تهم، من بينها: فعل جنسي إجرامي ومحاولة اغتصاب واحتجاز حرية، وذلك بعد الاتهامات التي تقدمت بها عاملة التنظيف الأفريقية، في فندق «سوفيتال» بنيويورك. وأعلن بنجامين برافمان أحد المحامين عن ستروس - كان أن هذا الأخير «ينفي هذه الاتهامات. وهو بريء حتى تثبت إدانته بموجب القانون»، مشيرا إلى أنه «من المحتمل جدا أن تتم تبرئة ستروس - كان في النهاية». كما أعرب عن خيبته من قرار القاضية إبقاءه قيد التوقيف، وقال: «من المهم أن ندرك أن المعركة بدأت للتو، وأن ستروس - كان مصمم على استعادة اسمه وسمعته». ويعمل فريق الدفاع على مسألة الوقت الذي كان فيه ستروس - كان في الغرفة.