خرج مساء أمس الثلاثاء العشرات من سكان قرية أولاد فرج في مسيرة احتجاجية انطلقت من وسط القرية إلى مقر الدرك الملكي، رفع المحتجون خلالها عدة شعارات شديدة اللهجة للمطالبة بتوفير الأمن اللازم لهم بتعويض الدرك الملكي بالأمن الوطني من أجل استعادة الأمن المفقود بالقرية المنسية كما وصفها أحد المحتجين. وتأتي هذه المسيرة بعد واقعة الاعتداء الشنيع الذي تعرض له بقال وجار له مساء يوم الاثنين، حيث هاجمتهما عصابة مدججة بالسيوف أمام مرأى الجميع، وقد أصيب البقال بعدة طعنات على مستوى الصدر والرجل، في حين أخذ الجار نصيبه من الاعتداء نتيجة تدخله للمساعدة، وهو ما تسبب له في بتر ثلاثة أصابع من يده اليمنى في محاولة منه لحماية رأسه من ضربة سيف قوية وجهها له أحد المهاجمين والذين عملوا على إخفاء ملامحهم بوضع لثام على الوجه مما صعب على من حضر الواقعة التعرف على المعتدين الذين لاذوا بالفرار. بعد حضور رجال الدرك لمعاينة مخلفات الحادثة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في مسرح الجريمة، تم نقل الضحيتين على وجه السرعة إلى مدينة الجديدة، حيث أُدخل البقال إلى غرفة العناية المركزة نظرا لخطورة الإصابات، في حين نُقل الضحية الثاني إلى مصحة خاصة في محاولة لإعادة أطراف الأصابع المبثورة إلى أماكنها لكن الطاقم الطبي لم يتمكن من ذلك. "أخبارنا" حضرت المسيرة الاحتجاجية والوقفة التنديدية، وأخذت تصريحات بعض المشاركين، حيث أعربوا عن استيائهم وتذمرهم جراء ما أصبحت تعيشه قرية أولاد افرج من تسيب وانفلات أمني وهو ما تفسره الاعتداءات المتكررة خصوصا في الآونة الأخيرة، كما حملوا كامل المسؤولية لرجال الدرك بالمنطقة جراء لزومهم مكاتبهم وعدم قيامهم بدوريات أمنية وسط أحياء القرية، كما أضاف أحد المحتجين أن عدد رجال الدرك الموجود حاليا غير كاف بتاتا لتأمين قرية بحجم أولاد افرج خصوصا في ظل تنامي الجريمة التي تعرفها المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن سكان أولاد افرج سبق لهم أن نظموا مسيرة حاشدة في وقت سابق بعد عملية اعتداء راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر جراء طعنة غادرة قرب ثانوية 6 نونبر والتي اهتزت لها قلوب السكان واستفزت مشاعرهم وأخرجتهم للاحتجاج على انعدام الأمن، لكن احتجاجاتهم لم تجاوز حناجرهم وبقي الحال على ما هو عليه حسب تصريح أحد المحتجين.