يوسف الإدريسي – نور الدين الطويليع شهدت محلات الجزارة بمدينة الشماعية إضرابا عاما يوم الخميس 15 غشت 2013، نفذّه بائعو اللحوم الحمراء ضدا على ما وصفوه ب "التعسف" الذي يمارسه مسؤول لجنة المراقبة البيطرية، في محاولة لتضييق الخناق على حرفيي الجزارة من خلال رفضه لهم في مناسبات عديدة للذبائح المقترحة. وقد وصلت نسبة نجاح الإضراب إلى %100 لتزامنه مع انعقاد السوق الأسبوعية "خميس زيما" الذي تستقطب العديد من التجار من مختلف مناطق الإقليم. وعلى ضوء هذا الإجراء الاحتجاجي، تدخلت السلطة المحلية والنائب البرلماني بالإضافة إلى المسؤول البيطري الإقليمي قصد احتواء الوضع وإيجاد حل للمشكل، وقد أفرزت هذه المحاولة تشكيل لجنة مشتركة تضم حرفيين ومسؤولين بالقطاع اتفقوا على إعفاء الطبيب المذكور من مهمته البيطرية داخل المدينة وتكليف الطبيب الإقليمي للإشراف شخصيا على مراقبة عملية الذبح. وارتباطا بالموضوع، أكّد أحد جزاري المدينة على أن تعسفات الطبيب البيطري ظالمة وغير مبرّرة كونها لا تنسجم مع مقتضيات المرسوم الوزاري الجديد المتعلق بمراقبة وجودة اللحوم الحمراء، والتي تقرّ بتشجيع حرفيي الجزارة وتوفير ظروف ملائمة لإنعاش وتطوير المهنة. ولم يفت المتحدث التذكير بمطبات مثل هذا التضييق الذي من شأنه أن يساهم في إعادة تفشي ظاهرة الذبح السري. وفي تساؤل حول إذا ما كانت هناك انتقائي وابتزازات من وراء التضييق، نفى ذات المصدر هذا الترجيح مؤكّدا في نفس الوقت أنه بالرغم من اختلافه الشديد مع المسؤول البيطري لا يمكنه أن يتهمه بما ليس فيه. وبخصوص غياب مصلحة بيطرية بمدينة الشماعية المعروفة بجودة اللحوم الحمراء خصوصا لحوم الغنم، أوضح النائب البرلماني أنه بصدد إعداد معطيات بهذا الشأن قصد تصريفها كسؤال شفوي بالمجلس التشريعي ومن ثمّ العمل مع الوزارة المختصة على إحداث مصلحة بيطرية محلية بدل الارتباط بالمصلحة الاقليمية بأسفي . يشار إلى أن لحوم سوق "خميس زيما" بمدينة الشماعية تُعدّ قبلة لمهنيي قطاع بيع اللحوم الحمراء الذين يتعاملون مع عدة فنادق بمدينة أكادير ومراكش نظرا لقيمتها وجودتها مما يساهم في إنعاش مهنة الجزارة بالمدينة.