في إطار الجو المشحون الذي تعيشه جمهورية مصر العربية الشقيقة، بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي و المطالبين بعودة الشرعية الانتخابية و بين ثوار 30 يونيو و من يدعمونهم من الانقلابيين من قادة العسكر، يقف المتتبع بين الاتهامات و الاتهامات المضادة التي يحاول من خلالها كل فريق جلب المتعاطفين لرأيه و فكرته و ضرب الطرف الآخر، و يأتي هذا في إطار تأزم حقيقي أصبحت فيه اللعبة السياسية لا تحترم قانونا و لا عرفا و لا أخلاقا، و من التصرفات المشينة التي أقدم عليها عدد كبير من أنصار الفريق المضاد لمحمد مرسي و نظامه، زجه بأطراف أجنبية في الصراع الداخلي بطريقة مبتذلة و خسيسة ما كان يجب أن يأتيها من يدعي الدفاع عن الحريات و العدالة و حقوق الإنسان، حيث اتهمت أخواتنا السوريات بإتيان ما سموه ب"جهاد المناكحة" و هو عرض أنفسهن على معتصمي رابعة العدوية بمقابلات مادية زهيدة و أحيانا مجانا. في خضم هاته الهجمة الشرسة على شرف السوريات من طرف من كان من المفروض أن يكون أول المدافعين عنهن لقرابة الدم و العرق و الدين و للعلاقات القوية بين مصر و سوريا خاصة حيث كانت الدولتان في وقت سابق كيانا واحدا و بين كل العرب و المسلمين عامة، لم نجد يدا قوية تدافع عنهن في خضم الأزمة التي تعيشها سوريا و في خضم الاستضعاف الذي يعانيه التيار الموالي لمرسي و المتعاطف معه، بعد غلق القنوات و التضييق على الأقلام ، وظل شرف أخواتنا يلطخ بلا حسيب أو رقيب، بل أضافوا إلى السوريات أخواتهن الفلسطينيات رمز العفاف و الجهاد و النضال المشرف في عالمنا العربي الإسلامي و اتهموهن بنفس التهمة دون حياء. أمام هذا الوضع المزري و الذي ما كان يفترض أن يحدث، و أن يبقى صراع المصريين في إطار اللعبة السياسية، لكن الخبيثين يعبرون دائما عن دناءتهم و تردي فكرهم و يكشف معدنهم الحقيقي مهما حاولوا أن يستتروا خلف إيديولوجيات و أفكار و مذاهب كاذبة مخادعة و منافقة، لكن يشاء الله أن ينتصر لشرف العفيفات بطريقة ما كانت تخطر على بال أحد "و يمكرون و يمكر الله والله خير الماكرين"، حيث أن الأيادي نفسها التي أرادت تلطيخ شرف العفيفات من بنات سوريا و فلسطين هي التي مرغت شرف المعسكر المتطرف القاذف للشرف بالتراب، حيث أقدمت كاتبة صحفية محسوبة على التيار المدافع عن الانقلاب و تدخل في خانة صحافة الخردة التي تضرب تحت الحزام في معركة سياسية لا تحترم أدنى متطلبات العمل السياسي ، قلت أقدمت هذه الكاتبة على خط مقال تدعوا فيه زعيم الانقلابيين اللواء عبد الفتاح السيسي إلى استحلال النساء المصريات له، و هي هنا تتحدث بالجمع لا بالمفرد، و ذلك جزاء على أفعاله العظام و التي هي طبعا قتل الأبرياء من مواطني مصر، و قد عرضت عليه فعل ما يشاء فان شاء تزوجهن أو جعلهن ملك يمين، و هو مقال انحطاط لعينة من هذا الفريق الذي طبل لمبارك نفاقا الى آخر أيامه ثم طبل لثورة 25 يناير نفاقا و هو اليوم يطبل للسيسي و سيطبل للفريق الأكثر ديكتاتورية في قادم الزمان، في تصرف مترجم لمقالة الكاتبة الآنف الذكر أقدمت فتاة مصرية بالرقص و التخنج و التحرش بجنود مصريين فوق مدرعتهم في احتفال بمجزرة رابعة و طريق نصر، و هذا أظهرته فيديوهات كثيرة إلى جانب أخرى تظهر رقصات خليعة في الميدان و تدخين و أكل في نهار رمضان. و هكذا شاء الله أن يدافع عن شرف الطاهرات الذي حاول تلويثه متهورون للأسف هم غالبية في تيار المعارضة و الانقلابيين، و هنا اريد ان انب هان العديد من معارضي الاخوان و مرسي قد رفضوا الاتهامات في شرف السوريات كما رفضوا تصرفات صحافة الخردة التحريضية و رفضوا مقال الكاتبة الماس بشرف المرأة المصرية، ليظهر أن المتطرفين من الفريقين هم من يطفوا على السطح و ان المقسطين لا يترك لهم مجال لذا فان نرى هذا الخطاب المتردي و مثيله ، ولهذا يستعصى الخروج من الأزمة الحالية و الوصول إلى نقطة المنتصف.
حمى الله مصر و أعلى الحق و أهله و فرج عن إخواننا في سورياوفلسطين و ابعد عنا متطرفي الفكر الممكنين في الأرض بتخاذلنا.