اندهش منقبون من كلية "بلويت" بأميركا من الهياكل العظمية ذات الرؤوس العملاقة والتي يبلغ طولها تسع أقدام، وذلك عندما اكتشفها علماء الآثار في أحد المدافن. ويحتوي موقع التنقيب ببحيرة "ديلافان" على أكوام لهياكل أثبت أنها بمثابة أمثلة كلاسيكية على ثقافة أرض الغاب في القرن الثامن عشر. إلا أن الأحجام المختلفة للهياكل والجماجم المتطاولة التي وجدت في عام 1912 لا تنطبق بدقة مع مفهومنا، إذ كان أولئك الأشخاص عمالقة، وليسوا بمتوسط حجم الإنسان الطبيعي حاليا. وبحسب ما نشرته صحيفة "موسكو تايمز"، أخيرا، فقد جرى لأول مرة في عام 1912، في شهر مايو تحديدا، الإشارة إلى وجود 18 هيكلا عظميا، عثر عليها الإخوة بيترسون على بحيرة "لاون فارم" جنوب غرب ولاية ويسكونسن. وكانت تحمل العديد من الميزات الغريبة والعجيبة، إذ تراوح ارتفاعها بين سبع وتسع أقدام، ومما يمكن افتراضه فإن رؤوس هاته الهياكل، أكبر بكثير من رؤوس أي جنس قطن أميركا حتى هذا اليوم، إلى جانب أن عظام الأنف تبرز أعلى بكثير من عظام الخد. كذلك عظام الفك طويلة وبارزة، والأسنان في مقدمة الفك تعد أضراساً عادية. لكن هل يمكن أن يكون عمالقة ويسكونسن مزحة؟ الجواب هو لا، ففي شهر أغسطس من عام 1891، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن علماء من مؤسسة "سميثسونيان" قد اكتشفوا العديد من "الآثار الهرمية" كبيرة على بحيرة "ميلز"، بالقرب من ماديسون بولاية ويسكونسن. وكانت ماديسون خلال العهود القديمة مركزا يعج بالسكان الذين يبلغ عددهم ما لا يقل عن 200 ألف شخص. وفي عام 1897، نشر تقرير عن وجود ثلاث تلال كبيرة للدفن، تم اكتشافها في ولاية ويسكونسن. وتم افتتاح واحدة منها أمام العامة أخيرا. في النهاية، كما يقول أحد الباحثين، فإن علم الآثار والأنثروبولوجيا الحديثة قد أوصد الباب أمام خيالنا. وإن الماضي في أميركا الشمالية، على نطاق واسع، وبشكل خالٍ من أي شيء غير اعتيادي بالنسبة إلى الحضارات العظيمة التي ظهرت في المنطقة، قد تم تصويره من قبل أشخاص خارقين ويتصرفون بشكل استثنائي أو غير اعتيادي. وعلى أي حال فإنه بين هذه العظام تكمن الأجوبة بالنسبة للعمالقة الذين عاشوا على سطح الأرض في الزمن السحيق وغفل التاريخ عن ذكرهم أو الإشارة إلى حضاراتهم. ولم تفكر الجهات المسؤولة في كشف هويتهم أو طبيعة حضاراتهم.