نهاية شهر يونيو هو موسم الحصاد في جل الأسلاك التعليمية في المغرب، ففي هذا الوقت من السنة يجني التلاميذ تمار عملهم و كدهم و اجتهادهم متوجين مشوار موسم دراسي كامل بانتصاراته و خيباته بانجازاته و كبواته. غير أن الحالة تختلف من التعليم العام إلى القطاع الخاص، فأنشطة الختام و تدابيره تشهد ما يمكن وصفه بالهوة السحيقة، فجولة قصيرة بين مدارس عامة و أخرى خاصة تظهر مدى الفرق الشاسع بين اهتمام كل قطاع بهذه اللحظة التي قد تعتبر أهم لحظة في سنة دراسية كاملة بالنسبة للمتمدرسين. ففي الوقت الذي تهتز فيه أروقة و قاعات المدارس الخاصة بالأناشيد و الأهازيج بمختلف اللغات و اللهجات، نجد الريح ينفظ الغبار بين صفوف و مرافق المدارس العامة. لماذا ياترى هذا الوضع؟ هل مرده إلى الجانب الربحي للمدارس الخاصة؟ أم السبب هو لا مبالاة أطر و إداريي القطاع العام بالنتائج النهائية و عطاءات التلاميذ؟ لعل الوضع ليس مرده ربحيا صرفا ولا إهمالا خالصا، بل مرده إلى إختلاف أجواء العمل بكلا القطاعين، ففي الوقت الذي ينصب الاهتمام حول توفير كل سبل العمل ( قاعات مناسبة، وسائل في المستوى، تواصل بيداغوجي مريح...) للأستاذ و التلميذ بالقطاع الخاص، نجد الوضع االمعاكس تماما في قطاع يضع الأستاذ نصب عينيه، لمن بالمعنى العكسي، فنلقي على عاتقه أقساما مكتظة في قاعات غير مناسبة لا بيداغوجيا ولا ديداكتيكيا، ثم نأتي في نهاية المطاف لنعلق عليه كافة مشاكل و هفوات القطاع برمته؟؟؟ الاحتفال كيفما كان نوعه لابد أن يكون الفرد في مزاج مناسب وفي ظروف مريحة تتيح له الابتسام من أعماق قلبه، و ليس متصنعا الفرح و الحبور. أستاذ القطاع العام ليس عديم المواهب و الابداع، وليس دون ميول فنية و احتفالية، بل هو منبع لا ينضب من العطاء، لكن بشرط أن توفر له الشروط الكفيلة بتحفيز روح العمل و الابداع فيه، بدل إغراقه في المشاكل لدرجة لا يتذكر بها حتى تواريخ ازدياد أبنائه؟؟؟
وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نتقدم بأحر التهاني لكل من تمكن من تجاوز عقبات كل سلك من أسلاك التعليم، و متمنين حظا أوفر لمن لم يوفق.