قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء إن "المؤامرة" التي أعدت ضد حكومته من قبل المتظاهرين قد "أُحبطت" بفضل تعبئة مناصريه، معتبرا أن المظاهرات كانت عنفا ولم تكن بريئة، تزامن هذا مع حملة مداهمات واعتقالات نفذتها الشرطة التركية، في حين بدأ مناهضو الحكومة شكلا جديدا من التظاهر. وأضاف خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه "العدالة والتنمية"، أن "هذه المؤامرة أحبطت وهذا السيناريو أصبح في سلة المهملات قبل بدء تطبيقه"، عبر "تجمع الشعب بمئات الآلاف خلال لقاءات نظمها الحزب الحاكم خلال أيام في أنقرةوإسطنبول". ووصف أردوغان تجمعات "احترام الإرادة الوطنية" في إسطنبولوأنقرة بأنها رد من الشعب على أعمال العنف "لإفساد اللعبة"، قائلا إنه "لا يمكن لحركة مجردة من المبادئ وغير معتدلة تعتمد على الأكاذيب أن تحظى بتأييد الشعب". وشدد أردوغان على أن هذه التجمعات تشكل "الصورة الحقيقية" لتركيا وليس تلك المظاهرات التي نظمها -بحسب قوله- "خونة ومتآمرون معهم في الخارج". وأضاف أردوغان ردا على الانتقادات التي وجهت لاستخدام الشرطة الغاز المدمع، أن "استخدام الغاز المدمع ضد المحتجين هو حق للشرطة غير قابل للجدل"، موضحا أن قوات الأمن "تستخدم قواتها عندما تتعرض للعصيان أو المقاومة"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن وكالة الأناضول التركية. وأوضح رئيس الحكومة التركية أن "الشرطة اجتازت اختبار الديمقراطية"، لافتا إلى أنه جرى تصوير الاستفزازات على أنها مظاهرات بريئة، ولكنها كانت في الحقيقة عنفا ضد المدنيين والممتلكات العامة. اعتقال ومداهمة وتأتي تصريحات أردوغان في وقت اعتقلت الشرطة في الساعات الأولى من صباح اليوم عشرات الأشخاص على صلة بالمظاهرات المعادية للحكومة التي تهز البلاد منذ نهاية مايو/أيار الماضي. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة في إسطنبول اعتقلت حوالي 90 عضوا في الحزب الاشتراكي للمضطهدين -تشكيل صغير نشط في الاحتجاجات الأخيرة- من داخل منازلهم، بحسب ما أفادت النيابة العامة. كما دهمت الشرطة مقر صحيفة "أتيليم" ووكالة "إيتكين للأنباء" المقربتين من هذا الحزب، وفق ما أوردت قناتا "أن تي في" و"سي أن أن تورك" الإخباريتان. من جهته أكد النائب سيري سوريا أوندر على حسابه عبر تويتر اعتقال نائب رئيس الحزب الاشتراكي للمضطهدين ألب ألتينورس من داخل منزله، مشيرا إلى أنه كان شاهدا على هذا الاعتقال. وقال التلفزيون الحكومي "تي آر تي" إن 35 شخصا على الأقل اعتقلوا في العاصمة أنقرة، بينما اعتقل كثيرون في إسطنبول أكبر المدن التركية. من جهته أكد مصدر في الشرطة هذه الاعتقالات، قائلا إنه سيتم استجواب المحرضين فقط في الوقت الحالي، إلا أن شرطة مكافحة الإرهاب في أنقرة أكدت أنها لا تملك أية معلومات بخصوص هذه العملية. وكانت احتجاجات سلمية من جانب أنصار حماية البيئة لوقف مشروع بناء في متنزه إسطنبول، قد تحولت إلى مظاهرات غضب في مدن عدة إزاء ما وصفه المحتجون بأنه تزايد للاستبداد في إدارة أردوغان، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. وقوف صامت وقد بدأ معارضو الحكومة التركية الذين أخلتهم الشرطة ليلة السبت الماضي من ميدان تقسيم في مدينة إسطنبول شكلا جديدا من التظاهر أمس الاثنين وذلك بالوقوف في الميدان فرادى صامتين دون حراك. وعاين موفد الجزيرة نت لإسطنبول محمد أعماري صباح اليوم الثلاثاء أفرادا معدودين واقفين وسط الميدان وقد تحلقت حولهم كاميرات بعض وسائل الإعلام وبعض المارة والسياح. وقال أحد الناشطين الذين كانوا معتصمين في حديقة غيزي بميدان تقسيم إن هذا شكل جديد من الاحتجاج بدأه أحد الناشطين مساء أمس وبدأ آخرون يلتحقون به. وأضاف أن عدد الذين احتجوا مساء أمس بلغ ما بين مائتين وثلاثمائة وأن هذا الشكل الاحتجاجي الجديد جاء بمبادرة فردية من أحد النشطاء، متوقعا أن يزيد عدد المحتجين مع مرور ساعات اليوم. وعن دلالة هذا الشكل الاحتجاجي قال المتحدث للجزيرة نت -الذي فضّل عدم ذكر اسمه- إنه رد على اتهامات الحكومة للمحتجين بأنهم يخربون ويرفعون شعارات إرهابية ويسبون رموز الدولة، لذلك جاء هذا الشكل لنقول للحكومة سنحتج صامتين ودون حراك لكننا سنستمر في الاحتجاج. وانتشر موضوع الاحتجاج بالشكل الجديد في بعض مواقع التواصل الاجتماعي حيث دعا أنصار المعارضة إلى تأييده، في حين اعتبر مؤيدو الحكومة أن المعارضة لم تعد تستطيع حشد المتظاهرين فلجأت إلى التظاهر فرادى.