وجَّه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 13 يونيو/حزيران، إنذاراً أخيراً للمحتجين الذين يحتلون متنزهاً في وسط إسطنبول قائلاً: "إن الصبر نفد"، ودعاهم إلى المغادرة. وقال أردوغان في اجتماع لحزب "العدالة والتنمية" بأنقرة: "صبرنا كاد أن ينتهي. أوجه إنذاري للمرة الأخيرة. أقول للأمهات والآباء أرجوكم خذوا أبناءكم في أيديكم وأخرجوهم.. لا يمكننا أن ننتظر أكثر من هذا لأن متنزه جيزي ليس ملكاً لقوى احتلته وإنما للشعب". ويأتي ذلك فيما يواصل مجموعة من المتظاهرين اعتصامهم بالميدان، وابتكروا وسيلة جديدة لتعبير عن آرائهم، من خلال أدائهم أغنية جماعية، مثل: "لنكن أقل تعاسة في تقسيم". ومن جانبهم صرّح محتجون آخرون بأن الاجتماع الذي عقده أردوغان مع بعض قادة الاحتجاج أتى متأخراً، ودعوا في نفس الوقت الحكومة الى العدول عن مشروعها. وقالت الناطقة باسم المحتجين، يبيك اكبينار، نعتقد أن من الضروري بقاء الساحة كما هي، ويجب إنهاء موجة العنف وبدء تحقيق لتقديم المسؤولين الى العدالة. والمتظاهرون المرابطون بجوار ساحة تقسيم لا يثقون بنوايا الحكومة المتجهة الى الاستفتاء مستعدين لأي هجوم من قبل قوات الأمن خاصة بعد حثهم على مغادرة المكان بأسرع ما يمكن. وتضيف "بإمكاننا توقع أي شيء من رئيس الوزراء. أكثر من 10 أيام مرت دون ان يغير موقفه. لكننا الان فقدنا الأمل تماماً". وأقدمت الحكومة التركية على إبعاد المحتجين من ميدان تقسيم في إسطنبول، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على حشود تضم آلاف المتظاهرين. وأسفرت المواجهات في كل من إسطنبولوأنقرة عن إصابة خمسة آلاف، بينما تتعالى أصوات دولية تطالب الحكومة بفتح جسور الحوار. إلى ذلك، قال الرئيس التركي عبدالله غول إنه يجب حلّ أزمة المظاهرات الموجودة في حديقة "جيزي" بميدان "تقسيم" في إسطنبول، بطريقة ديمقراطية ووفقاً للقانون ومن دون اللجوء إلى العنف. وأكد جول في تصريحات نقلتها صحيفة "حريت" التركية، أن الإعلام الغربي أخطأ في التعاطي مع أحداث ميدان "تقسيم" على أنه ثورة ضد الظلم والاستبداد، مشدداً على أن حرية التظاهر بطريقة سلمية دون الاعتداء على حقوق الدولة أو الآخرين هي حق يكفله الدستور والقانون لجميع المواطنين من غير تفرقة على أساس عرق أو دين أو توجه سياسي. وأظهر الرئيس التركي رد فعل غاضب على تعاطي الإعلام الغربي مع الأحداث المندلعة في تركيا على أنها جزء مما يحدث في دول الجوار، موضحاً أن ثورات الربيع العربي اندلعت من أجل المطالبة بالحريات والديمقراطية، مضيفاً أنه ليس هناك مطالب مشابهة في تركيا، لأنها تعتبر دولة منفتحة على الجميع وتعيش فترة من أزهى عصورها من الديمقراطية والرفاهية.