لا يزال حزب العمل النروييجي وحزب اليسار يروجان خطاباتهما الكاذبة عن المغرب، بالأمر والنهي وبالوعد والوعيد المبطن على أن يعترف باستقلالية صحراءه عنه. ولا يزال الحزب يروج لتزوير لا يغتفر عن تاريخ. فهم يرون المغرب محتلا أربعين سنة وقد حان الوقت أن يمنح للصحراويين حقّ الاستقلال الذاتي. المعروف عن دولة النرويج أنها ليست دولة استعمارية ولا امبريالية. دولة سياستها مسالمة، وقانونها ديموقراطيا وشعارها ينادي بالإنسانية. يحق لشعبها أن يفخر بذلك. بل نحن الأجانب الذي نسكن في هذا الوطن أصبحنا جزءا منه. لدينا حقوقا وواجبات نفس حقوق وواجبات الشعب النرويجي ونشارك مثله في كل الميادين بالمجتمع ونشعر بواجب نحوه كما واجبنا نحو الأوطان التي قدمنا منها. بل كثير من أطفالنا يدخلون الجيش، حتى يكونوا في مستوى القيام بالواجب الوطني اتجاه النرويج الوطن الذي ولدوا فيه. نعم، أصبح النرويج وطننا الثاني، جزءا منا كما أوطاننا التي قدمنا منها. نحبه كما نحب أوطاننا ونريد له السلام والخير كما نتمناه لأوطاننا. لكن لا نقبل أن يكون وطننا الثاني عدوّا لوطننا الأول والعكس صحيح. لا نقبل من هذا البلد الذي يعتبر من أرقى الدول إنسانية ومناديا للسلام أن يتدخل بأسلوب بعيد عن السلام في وطني الآخر المغرب. على حزب العمل النرويجي العريق ألا يفقد شعبيته على الأقل عند الجالية المغربية المتواجدة في النرويج. بل كثيرين من الجاليات الأخرى ستجد موقف هذا الحزب اتجاه المغرب غير عادلة. ألا يعرف حزب العمال أن كل دول شمال افريقيا تمثّل امتدادا واحدا على المستوى التاريخي والجغرافي والطوبوغرافي والجيوبوليتيكي والاستراتيجي. شمال افريقيا عربي مسلم من المغرب إلى مصر، عربي أمازيغي إضافة إلى الأقباط العرب في مصر. أجزاء هذه الصحراء تنتمي إلى دول الشمال، وأحيانا أجزاء منها تنتمي إلى دول الجنوب. ودول الجنوب التي تمثل مع الشمال دول خوض الصحراء هي أيضا دول مسلمة. من الغرب إلى الشرق السنيغال، مالي، النيجير ، نيجيريا، ثم السودان. وهذا الإمتداد واحد في هذه الدول الست جنوبا. فلم يستثنى جنوب المغرب لكي يدعى أن فيه شعبا قائما بالذات وديموقراطية مستقلة. إن للجزائر صحراء مثل صحراء المغرب، هي نفسها نفس صحراء المغرب، بل صحراء الجزائر أكثر إيغالا في الجنوب من صحراء المغرب. فمن الذي يجعل صحراء المغرب كيانا مستقلا جغرافيا وبشريا وتاريخيا عن صحراء الجزائر. وإن كان الأمر في الإختلاف فصحراء الجزائر يوجد بها الطوارق في الجنوب، في حين صحراء المغرب يوجد فيها عربا لا يختلف عن باقي شعب المغرب.