نوه رئيس المجلس الفدرالي بجمهورية النمسا بأهمية الإصلاحات الديمقراطية التي شهدتها المملكة المغربية، معتبرا أن المغرب عرف كيف يستفيد من أحداث "الربيع العربي" لإقرار ديمقراطية حقيقية. وأكد إدكار مايير، رئيس المجلس الفدرالي بجمهورية النمسا، خلال لقائه برئيس مجلس المستشارين، أن زيارته والوفد المرافق له إلى المملكة المغربية تهدف إلى إعطاء دفعة جديدة لعلاقات الصداقة والتعاون بين برلمانيي البلدين بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين. ومن جهته، تناول محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، العلاقات المتميزة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية النمسا، وأهمية البعد البرلماني ودوره في إضفاء دينامية جديدة على علاقات التعاون الثنائي في المجال الإقتصادي. وتحدث رئيس مجلس المستشارين عن خصوصية التجربة الديمقراطية بالمملكة المغربية مبرزا في هذا الاطار مسلسل الإصلاحات الارادية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي مكنت بلادنا من بناء نموذج ديمقراطي تنموي متميز على مستوى شمال إفريقيا والعالم العربي. وتوقف رئيس مجلس المستشارين عند المكتسبات الجديدة التي أتى بها دستور فاتح يوليوز 2011 على مستوى فصل السلط وتوازنها، والارتقاء بالقضاء إلى سلطة مستقلة، وتكريس مبدأ المناصفة بين المرأة والرجل، وجعل التشريع حصرا على البرلمان ومد المعارضة البرلمانية بآليات الاشتغال في ظروف أحسن، وتقوية دور المجتمع المدني كشريك في بلورة السياسات العمومية... واعتبر بيد الله أن استمرار النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية يشكل تهديدا للوحدة الترابية ولأمن المنطقة وعائقا في وجه مسلسل اندماج المغرب الكبير بدوله الخمس الذي أصبح اليوم حيويا بل مصيريا أكثر من أي وقت مضى، مؤكدا أن المقترح المغربي لإقامة حكم ذاتي موسع بالأقاليم الجنوبية تحت السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة يعد الحل الأمثل لإنهاء هذا النزاع وتمكين المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف من العودة إلى بلادهم وتسيير شؤونهم بأنفسهم.