ع.ل. بويرماني / فاس ُتحكم قوات الأمن الوطني مدعومة بالقوات المساعدة قبضتها الأمنية على محيط جامعة سيدي محمد ابن عبد الله بفاس منذ يوم الإثنين الماضي. فيما تسيطير على مدخل وساحة كلية الآداب التي بدأت فيها امتحانات الدورة الاستثنائية وتدقق في هوية الراغبين في الدخول للتأكد من توفرهم على بطاقة الطالب و استدعاء يخولهم الحق في اجتياز الامتحان...
سبب هذا الطوق الأمني المشدد هوالاحتكاكات و المواجهات العنيفة التي تتجدد بين الأمن و عدد من الطلبة الداعين الى مقاطعة الامتحانات كل صباح وبعيد الساعة السابعة مساء، موعد مغادرة القوات الأمنية المرابطة بالمكان للجامعة.. وعودتها صباحا.
هذا وعلمت" أخبارنا" بحدوث اعتقالات في صفوف الطلبة المحتجين وسقوط جرحى من الطرفين بسبب التراشق بالحجارة واستعمال الهراوات عند تدخل القوات يومي الإثنين والثلاثاء مستعملة الغازات المسيلة للدموع لتفريق مظاهرة لطلاب قيل أنهم أرغموا زملاءهم على عدم اجتياز امتحانات الدورة الاستثنائية. من جهة أخرى نفت عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في بيان لها، صباح اليوم ، سقوط ضحية في صفوف الطلبة جراء تدخل الأمن وقالت أنها مجرد إشاعة .. مؤكدة أن " الامتحانات متواصلة بنجاح " وسط إقبال أغلب الطلبة على المشاركة..
وخلال جولة لها داخل الحرم الجامعي ، صباح اليوم ، عاينت "أخبارنا" هدوء حذرا يسود المكان مع وجود تعزيزات أمنية كثيفة في الطريق الفاصلة بين حي الليدو المتاخم للجامعة وعلى الطريق المؤدية الى مستشفى الغساني وفي محيط كليتي العلوم و الحقوق..
وحول موقف الطلبة من المقاطعة وسبب الدعوة لها أصلا، صرح لنا العديد بأنهم ليسوا مع المقاطعة معتبرين أن أقلية معروفة ممن لهم انتماء سياسي تدعو الى مقاطعة الامتحانات وتحث باقي الطلبة على ذلك. فيما يبرر الداعون للمقاطعة موقفهم بتحميل عمادة كلية الآداب المسؤولية عن الأحداث لأنها لم تستجب لمطالب الحركة الطلابية التي تشتكي من غياب الشفافية والنزاهة في قبول الطلبة الجدد وتوجيههم الى الشعب التي يرغبون فيها وتتسائل عن سبب حرمان الحاصلين على باكالوريا 2010 و 2011 من الالتحاق بكلية الآداب فيما يتم قبولهم بالكليات الأخرى... كما أثار بعض الطلبة قضية حرمانهم من المنحة دون إبداء الأسباب وخارج القوانين المعمول بها ....
يذكر أن الامتحانات التي تجرى في هذه الأثناء بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والتي بدأت منذ الأثنين وتمتد الى غاية 24 من الشهر الجاري، هي في الأصل استدراك لامتحانات الدورة الأولى التي تمت مقاطعتها في شهر يناير الماضي، مما دفع عمادة الكلية الى اتخاذ قرار بإلغائها نهائيا قبل أن تتفق مع الطلبة المحتجين بإجراء ما سمي ب"دورة استثنائية" فاصلة ووحيدة .. قبل أن يعود المحتجون الى الدعوة لمقاطعتها هي الأخرى بدعوى عدم استجابة العميد لكافة المطالب المطروحة...