في خضم كل الجدل واللغط الكبيرين اللذين رافقا مقابلتي ممثل المغرب، فريق نهضة بركان، في دور نصف نهائي بطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية، ذهابا بالجزائر وإيابا ببركان، لا يمكن استبعاد فرضية قوية، ربما تكون سببا أساسيا وراء تلك المسرحية التي كبت الكابرانات فصولها وأحداثها، وتمسكوا بإخراجها وفق الكيفية التي تابعها العالم باستغراب شديد. في ذات السياق، أجمع جل المتابعين على أن إقدام كابرانات الجزائر على منع الفريق المغربي نهضة بركان من اللعب بقميصه الرسمي المرصع بخريطة بلاده الكاملة، أمر دبر بليل، وأن مسألة "السيادة" التي تحججوا بها، لا يمكن لعاقل أن يستوعبها، على اعتبار أن المغرب لم يسجل عليه في يوم من الأيام أن ترامى على شبر من التراب الجزائري (والعكس صحيح). لأجل ذلك، يرى ذات المتابعين أن السبب الحقيقي وراء هذه الضجة، يكمن في الخوف الكبير والتوجس الذي يسيطر على تفكير الكابرانات منذ يوم منح المغرب شرف تنظيم بطولة أمم أفريقيا المرتقبة السنة المقبلة، وهو الأمر الذي سيفرض تنقل آلاف الجماهير الجزائرية إلى المغرب، من أجل تشجيع منتخبهم الوطني في حالة تأهله إلى نهائيات هذا العرس الكروي القاري. حينها، ستقف تلك الآلاف المؤلفة من الجماهير الجزائرية على الحقيقة المرة التي ظل يخشاها الكابرانات منذ سنوات، ولأجلها أغلق كل المنافذ الجوية والبرية بل وحتى البحرية، نعم، سيتسنى لكل هؤلاء اكتشاف حجم الفروق الشاسعة بين بلد (الجزائر) يفترض أنه من أغنى أغنياء العالم، بالنظر إلى مقدراته الضخمة من البترول والغاز، لكن شعبه لا يزال يكابد مرارة العيش في ظروف صعبة، بسبب سياسة التفقير والتجويع والقمع والاستبداد التي ينتهجها نظامه المارق.. وبلد (المغرب) إمكانياته جد محدودة، ولكنه مع كل ذلك استطاع بفعل حسن تدبيره أن يحقق نهضة شاملة على جميع المستويات و الأصعدة. نعم هذا أكثر ما يشغل بال وتفكير نظام الكابرانات، الذي ظل لسنوات طوال يصور لشعبه عبر إعلامه المأجور، أنه قوة ضاربة، وأن جاره المغرب، يعيش ظروفا صعبة، بسبب انتشار الفقر والجهل.. كل تلك الأفكار المغلوطة سيدرك زيف حقيقتها بمجرد وصول أي جزائري إلى أرض "الشرفة"، وقد عاينا هذه "الدهشة الكبرى" مرارا وتكرارا، في كل مرة يصل فيها جزائرية أو جزائرية إلى بلادنا. وعلى ضوء كل ما سلف ذكره، يمكن القول أن نظام الكابرانات كان على علم مسبق بحجم العقوبات التي تنتظره، بسبب ما اقترفه من خروقات وتجاوزات خلال مواجهة اتحاد العاصمة ونهضة بركان، بل يمكن الجزم أنه فجر في خصومته مع ممثل المغرب وأيضا ممثلي ال"كاف"، وافتعل تلك المسرحية "الفضيحة" بحثا عن انتزاع عقوبات قاسية، تروم تجميد مشاركة كل الأندية والمنتخبات الجزائرية في مختلف المسابقات القارية، لأن هدفه الأساسي هو حرمان منتخب بلاده من المشاركة في بطولة أمم إفريقيا المرتقبة السنة المقبلة بالمغرب، وبالتالي منع تنقل آلاف الجماهير الجزائرية إلى الجارة الغربية، تفاديا لثورة حقيقية ستعيش على وقعها بلاد الكابرانات مباشرة بعد هذه التظاهرة الكروية القارية، لأن الكل حينها سيقف على الحقيقة المرة التي أنفق لأجلها نظام العسكر ملايير الدولارات.. "واش هذا هو المغرب اللي كانوا كيقول لينا عليه؟"... وفي مقابل ذلك، فإن إقصاء اتحاد العاصمة من هذه المسابقة القارية إلى الجانب العقوبات التي القاسية التي من المنتظر أن يسقطها ال"كاف" على الاتحادية الجزائرية، ستكون مطية لنظام الكابرانات من أجل تكريس سياسته العدائية، عبر الترويج مرة ثانية لأسطوانة "الكولسة" المشروخة وسيطرة "لقجع" على ال"كاف" واستهداف الجزائر وعدد من التهم الجاهزة التي سيلجأ إليها نظام الكابرانات بلا أدنى شك، من أجل تبرير موقفه الرافض لمواجهة فريق نهضة بركان بسبب "خريطة المغرب الرسمية".