توجُّه نادي اتحاد العاصمة إلى الانسحاب من مباراة يوم غد أمام نهضة بركان يعد أفضل السيناريوهات التي يحلم بها الجمهور المغربي وجمهور نهضة بركان، وكلّ من تابع هذه القضية منذ اندلاعها في الأسبوع الماضي في مطار الجزائر. سيكون من المريح لنا ولجماهيرنا الوطنية أن ينسحب هذا النادي ويتأهل فريق نهضة بركان إلى المباراة النهائية بهدية الفوز المجانية دون أيّ تعب أو ضغوط، ولا سيّما بعد أن عبّر الفريق الجزائري عن اعتراضه مرة أخرى على قميص النهضة خلال الاجتماع التقني الذي انعقد اليوم تحضيرا للمباراة. ولن تكون لهذا الانسحاب فوائد على المدى القصير فقط أي على مباراة نصف النهائي فحسب، بل ستكون لها فوائد أخرى أعمق وأنفع على المدى المتوسط والبعيد. أولاً العقوبات التي تنتظر نادي اتحاد العاصمة في حال قرّر الانسحاب ستكون مكلفة للغاية، لأنها لن تقتصر على هذه المباراة فقط، بل ستمتد إلى مختلف البطولات القارية القادمة التي سيحرم من المشاركة فيها لسنتين على الأقل. لكن الأجمل من ذلك بالنسبة إلى جماهيرنا الكروية أنها لن تحرم فقط من احتمالية مقابلة اتحاد العاصمة بل من إمكانية مواجهة كل الأندية والمنتخبات الجزائرية بالنظر إلى أن العقوبات ستشمل أيضا الاتحاد الجزائري لكرة القدم لمدة سنتين أيضا على الأقل. هذا يعني أن المنتخب الجزائري لن يكون حاضرا في النسخة المقبلة من كأس إفريقيا التي ستنظمها بلادنا. ولن نبالغ إذا قلنا أنّ ما يحدث كان بتخطيط واضح من مسؤولي كرة القدم الجزائرية الذين تلقوا تعليمات واضحة بالقضاء على آمال الجمهور الجزائري في مشاهدة منتخبه يلعب على الأراضي المغربية. حقيقة ما يحدث كالتالي: لا يريد نظام الكابرانات أن تسافر الجماهير الجزائرية بكثافة خلال منافسات كأس إفريقيا 2025 لمتابعة المنتخب الجزائري، لأنّ هذا النظام يدرك أن هذه الرحلة التي قد يخوضها الآلاف من محبّي المنتخب الجزائري ستكون كاشفة لحقيقة التخلّف الذي ترزح فيه بلاد الكابرانات. هذه خطة أضحت مكشوفة ومفضوحة، وسيذهب فيها هذا النظام إلى أبعد مدى لحرمان الجماهير الجزائرية من التنقل إلى المغرب خوفا من المقارنة المؤلمة التي يمكن أن تترك لدى الجماهير الجزائرية وعيا مختلفا عن حقيقة المغرب وواقعه خلافا لما يصوّره النظام العسكري عبر إعلامه المأجور. لذا سيفرض الاتحاد الجزائري على نادي اتحاد العاصمة غدا الانسحاب من المباراة بدعوى الاحتجاج على الخريطة المغربية، لكنّ حقيقة المشكلة هي الخوف من كأس إفريقيا الكاشفة التي ستنظم في العام المقبل. إنه خبث لا يتقنه إلا كابرانات هذا النظام المهووسين بمنطق البروباغندا والدعاية ضد المغرب. تخيلوا أن يأتي المنتخب الجزائري للعب مبارياته في الدارالبيضاء أو مراكش أو طنجة، ويسافر آلاف الجزائريين إلى المغرب، ليكتشفوا أن ما يقدّم لهم من دعايات عن بلادنا لا علاقة له بالواقع وأنّ الفرق بين ما يعيشون فيه من أوهام وأكاذيب وبين حقيقة المغرب كالفرق بين الثرى والثريّا. هذا هو السبب الحقيقي غير المعلن الذي يقف وراء هذه القصة المفتعلة حول قميص نهضة بركان. هناك استعداد جزائري للتضحية بالمشاركات الإفريقية حتى العام 2026، أي إلى ما بعد تنظيم المغرب لكأس إفريقيا المقبلة. لكن ماذا عن كأس العالم 2030 الذي سينظم أيضا في بلادنا؟ هل سيتهرّب الكابرانات مرة أخرى من السماح للمنتخب الجزائري بالمشاركة؟ إذا تأهل طبعا. يجب لمن يرغبون في فهم هذه الخطة أن يتذكّروا جيدا أن الرعب الحقيقي الذي يسيطر على هذا النظام هو انكشاف حقيقة الأكاذيب التي يروجها الإعلام الجزائري، واكتشاف الجزائريين من المواطنين العاديين الفرق بين التنمية في بلدهم الذي يعد من أكبر مصدري المحروقات في العالم والتنمية في المغرب الذي لا يمتلك قطرة نفط واحدة. إن الكابرانات مستعدون لأجل استمرار هذا التعتيم أن يحرموا منتخب كرة القدم من المشاركة في أيّ بطولة قارية أو عالمية ستنظم في المغرب ولو لسنوات طويلة. ونحن نكاد نجزم أن هذا ما سيحدث غدا في مرحلة أولى، ثم لاحقا عندما سيصر الاتحاد الجزائري على افتعال ذرائع في أيّ مواجهة كانت لتجميد المشاركات الإفريقية ومحاصرة الجمهور الجزائري العاشق لكرة القدم داخل أراضيه.