تعقد محكمة العدل الدولية في لاهاي اليوم الخميس وغدا الجمعة، جلسات الاستماع إلى مرافعات جنوب إفريقيا وإسرائيل بشأن دعوى تقدمت بها الأولى ضد الثانية في 29 ديسمبر الماضي، متهمة تل أبيب بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة. ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مسؤولين لم تسمّهم، قولهم إن "هناك فرصة حقيقية للغاية بأن توافق المحكمة الدولية على مطالب جنوب إفريقيا، وأن تصدر أمرًا قضائيًا ضد إسرائيل". وأضافوا "من غير المتوقع أن تدعو محكمة العدل الدولية في لاهاي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة". ولم توضح الصحيفة طبيعة الأمر القضائي الذي قد يصدر، لكنها نقلت عن المسؤولين أنه "يمكن للمحكمة أن تأمر إسرائيل بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وإجراء تحقيق مستقل (في تهم جرائم الإبادة)، أو للسماح للفلسطينيين المهجرين بالعودة إلى شمال غزة". وفي ذات السياق، قال المحامي والأكاديمي الأمريكي البارز في مجال حقوق الإنسان، فرانسيس بويل إن "هناك احتمالا كبيرا بأن تكسب جنوب إفريقيا دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، مؤكدا إمكانية أن يكون لذلك "عواقب وخيمة" على تل أبيب. وأضاف في مقابلة مع الأناضول "قرأت المرافعات التي قدمتها جنوب إفريقيا، ووفق تحليلي سيكون هناك أمر بوقف هجمات إسرائيل بغزة عندما يصدر قرار المحكمة، يمكن أن تكون له عواقب وخيمة للغاية بالنسبة لإسرائيل إذا أصدرت المحكمة أمرا ضد إسرائيل بوقف الممارسة غير العادلة، فسيتم إدانة الحكومة الأمريكية وفقا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فيما يتعلق بالتواطؤ في الإبادة الجماعية". وتعرف هيئة المحكمة في هذه القضية، تواجد القاضي المغربي محمد بنونة (من مواليد 1943 في مراكش)، وهو قاضٍ في محكمة العدل الدولية منذ عام 2006، كما كان قاضٍيا سابقا في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. تقلد مهام السفير والممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة (في الفترة 2001-2006)، وكان مديرا عاما بمعهد العالم العربي باريس (في الفترة 1991 -1998)، ونائباً سابقاً لممثل المغرب بالأممالمتحدة، وأستاذاً ثم عميداً لكلية الحقوق في الرباط، وهو أستاذ زائر في عدد من الجامعات حول العالم.