طالب خبراء أمريكيون في شؤون مكافحة الإرهاب بإغلاق مخيمات تندوف بسبب تورط قيادة البوليساريو في دعم الإرهاب والمشاركة في تهديد الأمن بمنطقة المغرب العربي والساحل. وكون الخبراء الأمريكيون موقفهم بعد أن فضحت الحرب على الإرهاب، التي تشنها القوات الفرنسية والمالية والتشادية في شمال مالي، تورط قيادة البوليساريو في دعم الإرهاب عبر إمداد الجماعات الإرهابية بالغذاء والسلاح والعناصر المقاتلة.
وقال مصدر مطلع من تندوف إن زعيم جبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، أصبح في وضع محرج جدا بسبب اعتقال القوات المالية والفرنسية عددا كبيرا من العناصر المقاتلة في صحراء مالي، ينتمون إلى لبوليساريو. وأضاف مصدر "المغربية" أن قادة البوليساريو يدركون أن عبد الحميد أبو زيد، والمختار بلمختار، اللذين قتلا في الحرب بمالي، تلقوا خدمات كبيرة ومهمة من طرف البوليساريو التي ازدادت ورطتها أكثر، بعد اعتقال عناصر منها في ساحة الحرب بصحراء مالي".
وكان وزير الشؤون الخارجية المالي أكد وجود مقاتلين من بوليساريو ضمن الجماعات المسلحة المنتشرة في منطقة الصحراء والساحل الشاسعة.
من جانب آخر ، قالت تقارير حديثة لمجموعات تفكير أمريكية، ساهم في إعدادها خبراء في مكافحة الإرهاب، كشفت انضمام عناصر من البوليساريو إلى الجماعات الإرهابية الناشطة في شمال مالي٬ خصوصا بعد اعتقال ومقتل عناصر انفصالية في الاشتباكات التي وقعت بمنطقة تيغاغار.
وسعت قيادة البوليساريو والجزائر إلى إخفاء العلاقات القائمة بين الانفصاليين والمقاتلين الذين سيطروا على شمال مالي، إذ كشفت الحرب على الإرهاب أن هويات عدد كبير من المقاتلين الذين ألقي عليهم القبض في مالي، هم من شباب المخيمات بتندوف، الذين انضموا إلى فرق الموت التي شكلها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا.
يشار إلى أن تقريرا آخر نشره المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب، التابع لمعهد بوتوماك بعنوان "الإرهاب في شمال إفريقيا وفي غرب ووسط إفريقيا من 11 شتنبر إلى الربيع العربي"، أكد أن "مخيمات تندوف تحولت إلى أرض خصبة لتجنيد شبكات إرهابية ومهربين من كل الأصناف وعصابات إجرامية، وبالتالي فإن إغلاقها بات يكتسي أولوية".