أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر٬ السيد لحسن الداودي٬ اليوم الجمعة بالرباط٬ أن النهوض بمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي يعد رافعة أساسية لتحقيق التنمية وكسب رهانات العولمة. وأوضح السيد الداودي٬ في كلمة ألقاها خلال اللقاء الوطنيا البيداغوجي الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر حول الاجازة في الدراسات الأساسية٬ أن استرجاع مكانة الجامعة يستوجب معالجة جملة الإكراهات البشرية والمادية٬ من قبيل الاكتظاظ والنقص في الموارد البشرية وضعف المواد التقنية والتكنولوجية المتاحة داخل الجامعات ومراكز البحث العلمي. واعتبر بالمقابل أن "تطوير الجامعة يجب أن يتأتى من داخل رحابها وليس من الفضاء المحيط بها"٬ مبرزا ضآلة الفرص المتاحة أمام الأستاذ الجامعي لتطوير المجتمع وضرورة بذل الجهود لتمكين الجامعة من مواكبة الركب عبر تطوير البحث العلمي والاستثمار فيه والانفتاح على القطاع الخاص والجامعات والمعاهد والمؤسسات الدولية المتخصصة في التعليم العالي. كما شدد الوزير على أهمية التكوين في عدد من المجالات والتخصصات الغائبة عن الجامعة مثل صناعة الطيران والسيارات والهندسة التصميمية٬ مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة تنويع الصناديق المخصصة للبحث العلمي٬ بما في ذلك تلك التي تحدث بشراكة مع مراكز ومقاولات تابعة للقطاع الخاص سواء على الصعيد الوطني أو الدولي. وابرز أهمية العمل الذي تقوم به المعاهد ومدارس التعليم العالي التابعة للقطاع الخاص كمساهمة مكملة لما تدرسه نظيرتها العمومية٬ داعيا في نفس الآن إلى تجميع هذه المؤسسات التعليمية وتوحيد وتنسيق جهودها٬ خاصة بعلاقة بالبحث العلمي والتكوين. وأضاف أنه بعد مرور عشر سنوات على أجرأة الإصلاح البيداغوجي٬ فقد تم تسجيل العديد من المكتسبات٬ معتبرا بالمقابل أن نسبة الهدر بالإجازة في الدراسات الأساسية لا زالت مرتفعة٬ كما أن نجاعة وفعالية هذه التكوينات تظل دون المستوى المطلوب بالنظر إلى حجم المجهودات المبذولة٬ خصوصا في ظل التزايد المضطرد لأعداد الحاصلين على الباكالوريا. من جانبه٬ دعا الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي٬ السيد محمد درويش أن المغرب انخرط منذ سنوات في منظومة البحث العلمي بغية جعلها قاطرة حقيقية لكل تنمية بشرية سواء في تجلياتها الاقتصادية والمعرفية والثقافية والسياسية٬ مشيرا إلى أن المغرب أصبح بفضل هذا الانخراط٬ الذي ساهمت في بلورته فعاليات نقابية متعددة٬ يتوفر حاليا على 27 مدينة جامعية و 160 مؤسسة للتعليم العالي. وأشار إلى أن تنظيم هذا اللقاء والمواضيع التي سيناقشها يحيل على أن واقع التعليم العالي بات يسائل اليوم ليس فقط أسرة التعليم بل أيضا القطاعات الحكومية والقطاع الخاص وعموم المواطنين٬ وهو ما يؤشر٬ برأيه٬ على نجاعة مطالبة النقابة الوطنية للتعليم العالي الوزارة بمراجعة الهندسة البيداغوجية المتبعة في مؤسسات التعليم العالي٬ خاصة على خلفية تنامي ظاهرة الاكتظاظ والتراجع الملحوظ في أعداد الأساتذة فضلا عن ملائمة المواد المدرسة لمتطلبات سوق الشغل. يشار إلى أن تنظيم هذا اللقاء٬ الذي يشارك فيه على الخصوص رؤساء ومسؤولون عن عدة جامعات ومعاهد للتعليم العالي والبحث العلمي٬ يرنو بالأساس تقييم تجربة 10 سنوات من أجرأة الإجازة في إطار نظام "إجازة - ماستر -دكتوراه"٬ وكذا استعراض استنتاجات التقييم الذاتي المنجز من طرف مختلف اللجان الوطنية وشبكات الكليات واللجنة البيداغوجية المنبثقة عن عدد من الجامعات المغربية. وستتواصل أشغال هذا اللقاء البيداغوجي بمناقشة عدة مواضيع تتناول بالأساس مواضيع من قبيل "10 سنوات من نظام الإجازة – ماستر – دكتوراه : الاستنتاجات والأفاق" و "حصيلة التقييم الذاتي للمسالك – نسخة 2013 : التشخيص والتوصيات"٬ علاوة على "الضوابط البيداغوجية للوحدات والمسالك" و"الضوابط البيداغوجية لنظام مراقبة المعارف".