يرى الرئيس السوري بشار الأسد أن السوريين يحبونه ليس الأحياء فقط فحتى المدنيين الذي قتلوا في المعارك أحبوه وجميعهم بنظره من مؤيدي الحكومة وبالتالي فإن المعارضة فقط هي من قتلتهم. لم يصدر الرئيس السوري بشار الأسد تصريحات علنية كثيرة منذ بدء القتال في بلاده قبل عامين عندما اعتمدت الحكومة نهجاً وحشياً للقضاء على المتظاهرين السلميين، لكنه كان بالتأكيد مصراً ومتشبثاً برأيه. برأي الأسد، فهو المحبوب من قبل معظم السوريين، والثورة في بلاده هي حرب يشنها إرهابيون أجانب بدعم من الحكومات المعادية، وبالتأكيد ان قواته التي تنفذ عمليات عسكرية واسعة لا ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان، وسوريا ستعود إلى وضعها الطبيعي في وقت قريب جداً. انها وجهة نظر للصراع السوري بعيون الأسد وحده، ورددها بحرفيتها اثناء مقابلة أجراها مؤخراً مع المخرج الألماني هوبرت شيبل. واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" ان المقابلة يمكن اختصارها بأبرز خمس تعابير توضح "تفاؤل وأنانية الأسد الفريدة" تجاه الحرب المستعرة في سوريا.
"الارهابيون بدأوا القتال وليس حملة النظام العسكرية على المتظاهرين السلميين. نحن لم نشن الحرب ولم نختر أي نوع من الحرب لأننا لم نسعى للحرب بأي شكل. الارهابيون الذين دخلوا البلاد بسلاح متطور جداً، ما يقرب من جميع أنواع الأسلحة التي يمكن أن تحمل، هم الذين قتلوا الناس ودمروا البنية التحتية والأماكن العامة وكل شيء.
تركيا ثبتت الدرع الصاروخي لحمايتها من صواريخ سكود السورية لأن تركيا عدوانية جداً. هذه الخطوة كانت جزءاً من برنامج الدرع الصاروخي الذي بدأت تركيا بتنفيذه قبل عام، لكن تركيا لا تريد أن تقول ذلك بسبب رفض الكثير من الأتراك أن تكون تركيا جزء من هذا البرنامج. أما الجانب الثاني من المسألة، فهو أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يحاول جاهداً لحشد الأتراك وحشد التأييد لسياسته ضد سوريا، وهو الذي فشل. لقد نشر بطاريات باتريوت على حدودنا فقط لإعطاء الانطباع بأن تركيا في خطر لأن سوريا قد تفكر في مهاجمة تركيا، وهذا ليس واقعياً. جميع المدنيين الذين قتلوا أحبوني الناس الذين قتلوا في مجازر حولا هم من المؤيدين للحكومة، فكيف يمكن أن تقوم ميليشيا موالية للحكومة أن تقتل أشخاص يؤيدون الحكومة بدورهم؟ هذا تناقض، انه حديث غير واقعي. في الواقع، دخلت الميليشيات إلى البلدات والقرى وارتكبت المجزرة، ثم أخذ الارهابيون الصور ونشروها على موقع يوتيوب وعلى أجهزة التلفاز وقالوا ان الحكومة هي من فعلت ذلك. أما الحقيقة فهي ان العصابات الارهابية ارتكبت المجازر.
من يستطيع أن يقول ما إذا كانت سوريا قد نفذت ما فيه الكفاية من "الإصلاح"؟ كل هذه المعايير التي استخدمتها للحديث عن سرعة الإصلاح، لا أحد لديه هذه المعايير. عندما تقود سيارتك تعلم أن القانون يحتم عليك أن تسرع فقد بحد 100 كيلومتر في الساعة. كذلك الأمر فيما يخص الإصلاح، هل يوجد لدى أي شخص معايير معينة أو متر محدد؟ هذا الكلام غير موضوعي خطة الأسد من أجل السلام إذا كنت تريد أن تنجح (كنت أتحدث إلى كوفي أنان في ذلك الوقت)، عليك أن تركز على الجزء العنيف في مبادرتك. إذا لم يتوقف العنف ويتم وضع حد لتدفق الإرهابيين القادمين إلى سوريا عبر بلدان مختلفة، من تركيا وقطر بشكل أساسي، إذا لم تقم بوضع حد لتدفق الاموال القادمة إلى سوريا من أجل تأجيج الحرب، فإن المبادرة برمتها ستفشل. هذا كان جوهر مناقشتنا في الاجتماع الأول.