خبارنا المغربية ياسين أوشن بدا جليًّا أن العلاقات المغربية الإسبانية استعادت دفئها الطبيعي وعادت المياه إلى مجاريها الاعتيادية، عقب إعلان مدريد دعمها مقترح الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، توج بتوقيع 19 اتفاقية بين البلدين في مختلف التخصصات والمجالات. محمد جدري، خبير ومحلل اقتصادي، يرى أن "العلاقات التجارية الإسبانية-المغربية تمر من أزهى مراحلها، بعد سحابة الصيف التي مرت بالعلاقات بين البلدين الجارين". وزاد جدري، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "إسبانيا اليوم تشكل بالنسبة إلى المغرب الزبون والممون الأول"، لافتا إلى أن "المبادلات التجارية وصلت مستويات غير مسبوقة". المحلل الاقتصادي أردف أن "صادرات إسبانيا نحو المغرب تجاوزت حاجز 77 مليار درهم. كما فاقت الواردات هي الأخرى 63 مليار درهم"، مشددا على أن "الرباط هي الشريك التجاري الثالث لمدريد بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية". "إن المبادلات التجارية بين إسبانيا والمغرب تضاعفت خلال العشر سنوات الأخيرة"، يقول الخبير الاقتصادي قبل أن يضيف أن "المغرب لوحده يعتبر قبلة لأكثر من 50% من الصادرات الإسبانية الموجهة نحو افريقيا". وبخصوص الاتفاقيات الموقعة بين البلدين أمس الخميس؛ تابع جدري أن "من شأنها الدفع قدما بالعلاقات التجارية بين البلدين، خصوصا في ميادين الطاقات المتجددة، الماء، تحلية مياه البحر، الفلاحة، والسياحة". ومن المتوقع، وفق المصدر عينه، أن "تقدم إسبانيا خطا ماليا يفوق 800 مليون أورو للمؤسسات والمقاولات المغربية، شريطة تعاملها مع مؤسسات إسبانية"، متوقعا أن "تحظى المقاولات الإسبانية بأفضلية التعامل، من خلال الصفقات العمومية الدولية التي سوف يطرحها المغرب خلال السنوات القليلة القادمة". الاتفاقيات نفسها، يضيف المحلل الاقتصادي، "ستشمل التعاون فيما يتعلق بنقل الخبرات والتجارب في ميادين الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية"، موضحا أن هذا التقارب بين البلدين من شأنه كذلك أن "يضاعف من حجم الاستثمارات الإسبانية في المغرب". تجدر الإشارة إلى أن المغرب وإسبانيا عقدَا اجتماعًا رفيع المستوى في العاصمة الرباط، عرف توقيع 19 اتفاقية في عددا من المجالات ذات الاهتمام المشترك، على هامش الدورة الثانية عشرة التي اختير لها شعار: "شراكة متميزة متجهة بثبات نحو المستقبل"