أكد الخبير الاقتصادي محمد جدري، أن العلاقات التجارية بين المغرب وإسبانيا تمر بأزهى مراحلها بعد سحابة الصيف التي مرت بالعلاقات بين البلدين الجارين. وأفاد جدري، ضمن تصريح ل''برلمان.كوم" بشأن الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا الذي عقد يوم أمس الأربعاء بالرباط، أن المملكة تعتبر الشريك التجاري الثالث لإسبانيا بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية، مبرزا أن المبادلات التجارية بين البلدين وصلت لمستويات غير مسبوقة، حيث أن صادرات إسبانيا نحو المغرب تجاوزت حاجز 77 مليار درهم وكذلك واردات إسبانيا من المغرب فاقت 63 مليار درهم. وفي هذا الصدد، أشار الخبير، إلى أن المبادلات التجارية بين إسبانيا والمغرب تضاعفت خلال العشر سنوات الأخيرة أكثر من ذلك، إذ أن المغرب لوحده يعتبر قبلة لأكثر من 50 في المائة من الصادرات الإسبانية الموجهة نحو إفريقيا، مشددا على أن تخصيص إسبانيا لمبلغ بقيمة 800 مليون يورو لتشجيع الشركات الإسبانية على للاستثمار في المغرب ستحظى من خلاله المقاولات الإسبانية بأفضلية التعامل من خلال الصفقات العمومية الدولية التي سوف يطرحها المغرب خلال السنوات القليلة القادمة. وذكر جدري، أن اللقاء رفيع المستوى سوف يناقش أكثر من 20 اتفاقية من شأنها الدفع قدما بالعلاقات التجارية بين البلدين، خصوصا في ميادين (الطاقات المتجددة، الماء، تحلية مياه البحر، الفلاحة والسياحة، وغيرها). وبشأن ذلك، أكد الخبير الاقتصادي ذاته، أن الشراكة المثالية التي تجمع بين إسبانيا والمغرب من شأنها أن تضاعف من حجم الاستثمارات الإسبانية في المغرب وكذلك في الاستثمارات المغربية في القطاعات التصديرية نحو إسبانيا، خصوصا في قطاعات واعدة كالطاقات المتجددة والصناعات الغذائية، وبالتالي فإن ذلك سيمكن من خلق مجموعة من فرص شغل بالنسبة للشباب المغاربة، وفقا لجدري. وكانت وزيرة التجارة والصناعة الإسبانية ماريا رييس ماروتو، قد أعلنت يوم أمس الأربعاء تخصيص بلادها 800 مليون يورو، بعدما كان الرقم في حدود 400 مليون يورو، وذلك بهدف تشجيع الشراكات الإسبانية على الاستثمار في المغرب. وأكدت المسؤولة الإسبانية، خلال مداخلتها ضمن المنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني المنعقد يوم أمس بالرباط، أن "المغرب يمثل السوق الرئيسية لبلادها في إفريقيا، مشيرة إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين حققت أرقاما قياسية خلال السنوات الماضية، بحيث تتجه التجارة بين البلدين نحو التوازن والتنويع بشكل يعود بالنفع عليهما.