رغم الظرفية الوبائية، إستطاع المغرب وإسبانيا خلق دينامية جديدة أساسها التكامل، والإلتزام، وأيضا تطوير المبادلات التجارية، كما تعتبر إسبانيا المغرب شريكا اقتصاديا موثوقا وبوابة للقارة الإفريقية، تثني على أهمية التكامل بين البلدين وخلق الثروات، بما يعود بالنفع على كلا الشعبين. وفي هذا الصدد قال محمد جدري، محلل إقتصادي، أن العلاقات الاسبانية المغربية مرت بأزمة عابرة، وسيتجاوز البلدان تداعياتها في أقرب الظروف، حيث أن اسبانيا تظل المورد و الزبون رقم واحد بالنسبة للمغرب، كذلك، اسبانيا تحلم دائما بالتوجه نحو إفريقيا، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه بدون مساعدة من الجار المغرب، ويتوقع المحلل الاقتصادي، أن تعود الاستثمارات الاسبانية بالمغرب إلى سابق عهدها خصوصا، في كل ما يتعلق بالسياحة، البناء و الطاقات المتجددة… بالإضافة، إلى استئناف نشاط الحدود البرية، الذي سينعش المبادلات التجارية بين البلدين، وينقص من تكلفة النقل واللوجيستيك، سواء بالنسبة للصادرات المغربية أو الواردات الإسبانية، أيضا، سيساعد ذلك في نجاح عملية مرحباً لعودة المغاربة المقيمين بالخارج، التي تدر ملايين الأورو بالنسبة للجنوب الاسباني، فضلا، عن تسهيل ولوج السياح الاسبان للمغرب عن طريق البحر… وأشار محمد جدري أن المغرب بحاجة لاسبانيا، و اسبانيا بحاجة للمغرب، لأننا نتحدث عن علاقات تجارية و اقتصادية رابح-رابح، بحيث أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين فاق 17 مليار أورو بشكل شبه متوازن بين الجارين، حيث أن الهدف المنشود خلال السنوات القليلة المقبلة هو تجاوز حاجز 25 مليار أورو، وشدد على أن "الصادرات الإسبانية إلى المغرب زادت بنسبة 29 بالمائة في 2020/2021، حيث تربط 17 ألف مقاولة إسبانية علاقات تجارية مع المغرب و700 شركة تستقر في البلد الجار، ويعيش أزيد من 800 ألف مغربي في إسبانيا مندمجين بشكل كامل ويساهمون في تحقيق ازدهارنا". يذكر أن رئيس الحكومة الاسبانية بديرو سانتشيز، أكد سابقا أن المرحلة الجديدة التي انخرطت فيها اليوم مدريد والرباط تعد "لحظة تاريخية" ضرورية للبلدين من أجل تحديد علاقاتهما. وأوضح المسؤول الاسباني، في ندوة صحفية بمناسبة الزيارة التي يقوم بها للمملكة، أن المغرب واسبانيا "بلدين جارين وصديقين وشريكين، ما يجعل من علاقتهما الثنائية علاقة استراتيجية"، مضيفا أن تعميق التعاون بينهما سيعود بالنفع عليهما معا. وشدد سانتشيز أن الترابط بين البلدين في عدد من المجالات "هو في نهاية المطاف حقيقة لا يمكن إنكارها، ومن مسؤولية الحكومتين تعزيز وتوثيق هذه العلاقات. الصداقة وروابط الصداقة والعلاقة الاستراتيجية".