تعيش جبهة "البوليساريو" الوهمية في الآونة الأخيرة، على وقع تطاحنات غير مسبوقة بين تياراتها\أجنحتها مع اقتراب موعد مؤتمرها، الذي من المفترض أن يحسم في اسم الرئيس "الجديد". ووفق ما تسرب من معطيات، فلحدود الساعة لم يتم التوافق على الاسم الذي سيخلف "ابراهيم غالي" على رأس الجبهة، في ظل تواتر أنباء عن احتراق أوراقه لدى جنرالات الجزائر، حيث أصبح يشكل عبئا ثقيلا عليهم، بالإضافة إلى الإجماع الداخلي حول ضعف شخصيته، وعدم قدرته على قيادة "البوليساريو"، وإخراجها من عنق الزجاجة، بعد الانتصارات الديبلوماسية والعسكرية المتتالية للمملكة المغربية. هذا، وفي ظل هذه المعطيات، اضطرت قيادة الجبهة، إلى تأجيل اجتماع الأمانة العامة، الذي كان سيحسم في أهم تفاصيل وحيثيات المؤتمر المقبل، بما في ذلك الشروط المطلوب توافرها في الرئيس، والموقف من عديد القضايا الحساسة. بل إن هناك أنباء، تتحدث عن إمكانية تأجيل مؤتمر الجبهة، خصوصا وجنرالات الجزائر لم يحسموا بعد أمرهم، ولم يأشروا على أي اسم جديد لقيادة الجبهة، حيث الجميع يعلم أن هكذا قرارات في يد حكام الجزائر دون غيرهم، بالإضافة إلى أن التطاحنات والصراعات "الوجودية" بين أسماء وازنة ب"البوليساريو" عقدت الأمور أكثر، ما جعل خيار التأجيل وارد بقوة حتى تهدأ العاصفة. وفي سياق متصل، يبدو أن الصراعات بين أجنحة الجبهة، وصلت إلى نقطة اللاعودة، التي يستحيل معها التعايش أو التوافق، في ظل بروز أسماء شابة تنادي باستقلالية القرار عن عساكر الجزائر ومخابراتهم، ومحاولة بعض الأسماء التاريخية ب"البوليساريو" استقطاب هؤلاء الشباب وتبني مطالبهم. ويترقب جل المتتبعين، بمن فيهم المتواجدين داخل مخيمات تندوف، حدوث انشقاقات أو بالأحرى انشقاقات داخل الجبهة قبيل مؤتمرها، مشيرين إلى ظهور مؤشرات وبوادر انفجار داخلي بقيادة "البوليساريو". كما لم يستبعد بعض المراقبون، فرضية استمرار "ابراهيم غالي" في منصبه بضغط من المخابرات العسكرية الجزائرية المرتبط بها الرئيس القديم، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى انفلاتات أمنية و"ثورة" بالمخيمات، سيؤججها قياديون كبار، على حد تعبير المراقبين والمتتبعين.